بقلم : نهيان مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح
يأتي اليوم الوطني السابع والأربعين ، والإمارات كلها تحتفل بعام زايد الخير ، وتحتفي بسيرته العطرة ، التي تمثل للعالم كله ، نبع خيرٍ لا ينضب ، ومصدر نفعٍ عميم لا ينقطع ، لما فيه منفعة الجميع ، في الدولة والعالم .
إننا فخورون جداً ، ونحن نحتفل باليوم الوطني ، بأن المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، عليه رحمة الله ورضوانه ، كان هو القائد والمؤسس ، لدولتنا الناهضة ، بل إننا نرى بكل وضوح ، أن الحديث عن منهج هذا القائد التاريخي العظيم ، في تأسيس الدولة ، وفي اعتزازه بوطنه وهويته ، وفي إنجازاته المرموقة ، في التنمية والتعمير والبناء ، وفي حرصه على نشر التعايش والتسامح والسلام–نرى أن الحديث عن كل ذلك ، هو حديث عن مسيرة الإمارات ذاتها ، وهي المسيرة التي بدأت ، مع مؤسس الدولة ، منذ سبعةٍ وأربعين عاماً ، تحولت فيها الصحراء إلى أرضٍ خضراء ، وانتشر العمران في كافة أنحاء البلاد ، وحدث التطور الشامل في كافة المجالات ، وأصحبت الإمارات نموذجاً اتحادياً رائداً – شهدت هذه المسيرة ، التي أرسى دعائمها القائد المؤسس ، اهتمام كبير بتنمية الإنسان ، وتمكين الشباب ، وإعلاء مكانة المرأة : تعليم فعال ، ورعاية صحية شاملة ، وسعي ناجح لبناء مجتمع المعرفة في الدولة ، ووعي بحماية البيئة والتنمية المستدامة ،وتطور اقتصادي واجتماعي شامل، وأمان واستقرار في المجتمع، وحرص على نشر السلام والتسامح والتواصل الإيجابي مع الجميع، وتعايش سلمي ، واحترام متبادل ، بين السكان ، ومكانة مرموقة للدولة في المنطقة والعالم ، بالإضافة إلى علاقات طيبة مع الدول والشعوب، تحظى بالمصداقية والاحترام ، ودور فاعل ومؤثر ، في الدوائر الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية ، ودعم قوي لكافة قضايا الحق والعدل والسلام في كل مكان ، بل وكذلك حرص كبير ، على أن تكون الإمارات دائماً ، سواء في إدارة شؤونها الداخلية أو الخارجية، تجسيداً واقعياً ، لسماحة الإسلام ، وعظمة التراث العربي والإسلامي الخالد .
إننا نذكر كل ذلك اليوم ، ونحن نحتفل باليوم الوطني السابع والأربعين ، ونحمد الله كثيراً ، أن ما نحظى به في الإمارات ، من استقرارٍ ورخاء ، قد تحقق لنا ، في ظل قيادة حكيمة وعادلة ، يلتحم معها الشعب بعزمٍ وقوة ، ويتمتع معها جميع المواطنين والمقيمين ، بكافة الحقوق ، ويرتبطون بالإمارات ، بأسمى روابط الولاء والانتماء ، ويعملون معاً ، لتحقيق كل أهدف الوطن وغاياته .
إن يوم الاتحاد ، هو مناسبة سعيدة ومتجددة ، نعتز فيها ، بأن إماراتنا الغالية ، قد أصبحت ، عن حقٍ وجدارة ، دولة عزيزة المقام ، تمضي قدماً إلى كافة معطيات العصر ، دون ابتعاد عن الهوية ، أو انقطاع عن الأصالة – إن كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة ، يلمس بكل وضوح ، آثار العمل المستمر ، والجهد الهائل ، لقادة الوطن المخلصين ، ومعهم شعب الإمارات الأصيل ، من أجل تحقيق التنمية والتقدم ، في كافة ربوع هذا الوطن العزيز .
إنه يشرفني ويسعدني ، أن أتقدم بخالص التهنئة بيوم الاتحاد ، إلى صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه – أتقدم إلى سموه ، بفائق الشكر وعظيم التقدير ، على جهوده في تنمية الوطن ، وحرصه على نشر السلام والتسامح بين الجميع – أتقدم بالتهنئة كذلك ، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي ، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي ، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أصحاب السمو الشيوخ، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد ، حكام الإمارات – أتقدم إليهم جميعاً ، بجزيل الشكر وبالغ التقدير والامتنان ، لما يبذلونه من جهدٍ عظيم ، في سبيل تحقيق التقدم والازدهار في حاضر ومستقبل الدولة ، وبشكلٍ مستمر – نحن ولله الحمد ، نعتز بقادة الوطن ، وبما يمثلونه من حكمةٍ وشجاعة ، من أجل تقدم هذه الدولة الرائدة ، وفي كل المجالات ، أدعو الله سبحانه وتعالى ، أن يوفق خطاهم جميعاً ، إلى ما فيه خير الوطن ، وخير جميع المواطنين والمقيمين فيه .
أتقدم بالتهنئة كذلك ، إلى جميع أبناء وبنات الإمارات ، معبراً لهم جميعاً ، عن بالغ التقدير ، لاعتزازنا الكبير معاً ، بهذا الوطن المعطاء ، وبقادته الكرام ، وبمكانة الإنسان فيه ، وهو ما يجعلنا ونحن نحتفل باليوم الوطني في كل عام ، نشعر دائماً ، بالأمل والتفاؤل بالمستقبل ، وبأننا باستمرار ، أمام آفاق متجددة ، للعمل الوطني المثمر .
أنتهز مناسبة اليوم الوطني كذلك ، لأعبر عن تقديري الكبير ، بل وتقدير أبناء وبنات الإمارات جميعاً ، لقواتنا المسلحة ، ولدورها المرموق ، كدرعٍ للوطن ، تحمي حدوده ، وتوفر لنا الأمان ، ونحمد الله على أنها الآن ، في مصاف أحدث الجيوش المتطورة : تنظيماً ، وتدريباً ، وتسليحاً ، على حدٍ سواء .
أدعو الله سبحانه وتعالى ، أن يعيدمناسبة اليوم الوطني ، علينا في كل عام ،ودولتنا عزيزة بقادتها ، قوية بشعبها ، منيعة بوحدتها ، ينتشر في ربوعها الخير والاستقرار ، كما أدعوه جل وعلا ، أن يعيد هذه المناسبة علينا دائماً ، وقد حققت الإمارات المزيد من التقدم والنماء ، وحقق جميع أبناء وبنات الإمارات ، آمالهم وطموحاتهم ، في ظل القيادة الرشيدة لهذا الوطن العزيز .
أكرر التهنئة للجميع مرة أخرى ، بهذه المناسبة الوطنية الغالية ، وكل عامٍ والجميع بخير ، ودولتنا الحبيبة في ازدهارٍ ورخاءٍ على الدوام .