"إشراقات فرصة للاحتفاء بروح "التسامح والتعاطف والحوار" التي استلهمناها من الرؤية الخالدة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
:الشيخ محمد بن زايد حريص كل الحرص على تشجيع أبناء الوطن على معرفة الآخرين الذين يختلفون عنا في الثقافة والدين واللغة، وفهمهم واحترامهم والتعاون معهم.
: شعار المهرجان " التسامح يثري المعرفة" بمثابة دعوة للجميع للتفاعل مع مجتمعهم وتقدير ثقافتهم والثقافات الأخرى التي تساهم في تقدم مجتمعنا والعالم
أبو ظبي
2022/11/08
وسط حضور دولي وإقليمي بارز، افتتح معالي الشيخ نهيان بمبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش أمس فعاليات الدورة الثانية من مهرجان " إشراقات " الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع 18 جهة ومؤسسة محلية وعالمية على مدى 3 أيام، بالمجمع الثقافي بأبوظبي تحت شعار " التسامح يثري المعرفة"، وحضر اللقاء معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة ، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وسعادة مبارك الناخي وكيل وزارة الثقافة والشباب، وسعادة المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وبحضور أكثر من 90 شخصية بارزة من المفكرين والمبدعين والمؤثرين الدوليين، والأوائل على المستوى الدولي والإقليمي، وأكثر من 800 من المهتمين بالمعرفة والتسامح والمدرسين واولياء الأمور والأكاديميين وطلاب المدارس والجامعات.
وشمل حفل الافتتاح كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، إضافة إلى عرض موسيقي قدمته فرقة أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب، وانطلقت بعده فعاليات المهرجان التي تزيد على 82 فعالية متنوعة، يديرها ويتحدث فيها شخصيات عالمية ومحلية بارزة، حيث تتكامل أنشطة المهرجان لترسم حالة فريدة للاحتفاء بالتسامح وفق نهج معرفي واضح، يمثل إثراءً حقيقيا لثقافة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك في افتتاح "إشراقات"
وبدأ معاليه كلمته بالتعبير عن ترحيبه بكافة القامات الدولية والإقليمية والإماراتية المشاركة في مهرجان "إشراقات" مقدرا الاهتمام الكبير الذي أبداه الجميع بعمل الوزارة، وبذل الجهود المخلصة لكي يحقق هذا المهرجان أهدافه السامية.
وقال معاليه " إن هذا المهرجان السنوي هو مناسبة رائعة للغاية، لأنه يمنحنا فرصة عظيمة للاحتفال بروح "التسامح والتعاطف والحوار"، وهي روح نستلهمها دائمة من الرؤية الخالدة للوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد استمرت هذه الروح تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يحرص كل الحرص على تشجيع كافة أبناء الوطن على معرفة الآخرين وفهمهم، كما وجهنا سموه إلى أهمية التعامل مع أولئك الذين يختلفون عنا في الثقافة والدين واللغة، وإلى احترامهم وتقديرهم ، كما حرص صاحب السمو رئيس الدولة، على تذكيرنا جميعا بأننا لا نعيش في جزيرة معزولة، في دعوة كريمة منه للجميع من أجل التعاون والتواصل والحوار مع الجميع، ويمكن أن نضيف أنه لا ينبغي لنا أن نعيش ونعمل في الإمارات معزولين عن بعضنا البعض، بسبب اللامبالاة أو الخوف أو الجهل أو سوء الفهم، ولذا فإننا في الإمارات تعارفنا على بعضنا البعض، وتفهمنا اختلافنا الثقافي، ونعمل معا انطلاقا من إيماننا الراسخ بأن التنوع الذي يميزنا في دولة الإمارات العربية المتحدة هو سبيل وحدتنا إذا فهمناه واحترمناه واحتفينا به، لذا يجب أن نسعى بهمة للتعرف على كافة عناصر تنوعنا كمجتمع.
وأضاف معاليه" إن هذا المهرجان السنوي سيظل احتفالا بتراثنا الغني من التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيظل كذلك احتفالا بنجاحنا في ربط التسامح والتعايش بحياة مواطنينا والمقيمين على أرضنا، كما إنه احتفال بالمعرفة والسعادة والصداقات والنوايا الحسنة التي يتم تعزيزها من خلال أنشطة المهرجان".
وأكد معاليه أن شعار المهرجان هذا العام هو " التسامح يثري المعرفة"، هو دعوة لجميع المتعلمين والمهتمين بالمعرفة، صغارا وكبارا، للتفاعل مع مجتمعهم وتقدير ثقافتهم والثقافات الأخرى التي تساهم في مجتمعنا العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يعكس هذا الشعار الاعتقاد الراسخ، بأنه عندما ينفتح المتعلمون على التعرف على الآخرين، تتغير طبيعة معرفتهم، وتتسع نظرتهم لتنطلق إلى آفاق جديدة، ويزداد شغفهم، ويتعمق فهمهم لمجتمعهم وعالمهم، ويزداد احترامهم للآخرين، ويتعزز التزامهم بأفضل القيم الإنسانية.
وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن ترحيبه واعتزازه بالمشاركين في مهرجان اشراقات سواء من طلاب المدارس والجامعات، أو المعلمين، والناشرين، والفنانين، والمبتكرين، والمؤثرين، والأبطال العالميين، قائلا " نحاول جاهدين أن نعمل معا لمساعدة مجتمعاتنا على تقدير التعرف على أنفسنا وعلى إخواننا في البشرية، وأن نوسع أفاقنا، حتى نرسل رسالة مشجعة عنوانها التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية إلى مجتمعنا وإلى العالم"، مؤكدا أن "إشراقات" يوفر للجميع الفرصة للتفكير في الأهداف العامة لوزارة التسامح والتعايش، فقد أصبح الجميع يتوقع أن تكون هذه الوزارة وزارة عمل ونتائج وتأثير، ولذا تواصل الوزارة عملها في تقديم مبادرات مجتمعية تتصدى لسوء الفهم والتحيز والجهل والخوف والكراهية، وتشجع الحوار والاحترام المتبادل والتعليم والتفاهم بين الثقافات، وتحتفي كذلك بالقيم الإنسانية المشتركة.
وشدد معاليه على أن وزارة التسامح والتعايش تعمل من خلال تنظيم هذا المهرجان السنوي على تحقيق هذه الأهداف وإثراء حياة كل من يعيش ويعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفق ما التزمنا به جميعا من احترام وتفهم التعدد الثقافي والخلفيات المختلفة لكل من يعيش ويعمل في هذا الوطن الغالي، مؤكدا أن الجميع على ارض الإمارات يعيشون في وئام، ويعملون معا من أجل السلام والتعاون والازدهار ورفاهية جميع المواطنين والمقيمين. ونتيجة لذلك، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة نموا اقتصاديا لا مثيل له، مصحوبا باستقرار اجتماعي وسياسي، مع توفير فرص متزايدة للجميع.
وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن أمله بأن يحقق مهرجان هذا العام، نجاحا كبيرا في الجمع بين الفكر والعمل. وأن يكون خطوة هامة تسهم في تبوء دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها كمنارة للتسامح والتعايش في المنطقة والعالم، مشيدا بدور كافة المشاركين في توفير فرص النجاح لمهرجان إشراقات، ومؤكدا على اعتزازه شخصيا بالعمل مع الجميع كشركاء، وكزملاء وكأخوة في البشرية.
الشيخ الأخضر يتناول أهمية التعاون للحفاظ على مستقبل البشرية على الأرض
أما الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي بن راشد النعيمي الملقب ب( الشيخ الأخضر ) وهو سفير للأرض ونشر السلام على مستوى العالم فيتناول في جلسته العامة بالمهرجان قيم التسامح ودوره على الصعيد الدولي، دور الشخصيات العامة العمل في المجال الاجتماعي والإنساني على المستويين العربي والدولي، وأثره على المجتمع بكافة فئاته ، ودور المؤثرين وقادة الرأي في التعزيز الإيجابي لسلوك الاجيال الحالية والمستقبلية
كما تناول أهمية المعرفة وعلاقاتها بقضايا قيمية ومجتمعية كالتسامح والأخوة الإنسانية، أهمية مساعدة الأجيال الجديدة على اكتشاف المشتركات بين البشر والتعايش مع الاختلافات سواء كانت في اللون أو الثقافة أو اللغة،
إسماعيل مصر: لا تتحقق الأهداف إلا ببذل الجهد والأخلاق الكريمة وأهمها التسامح
أما نجم كرة القدم ولاعب المنتخب الإماراتي ونادي الوحدة الرياضي الكابتن إسماعيل مطر فحظيت جلسته بحضور كبير وتفاعل أكبر، حيث تطرق حديث إسماعيل مطر عن اللعب النظيف والتسامح وروح الفريق هذا عنوان جلستنا اليوم وبما إنك حالة استثنائية في الملاعب الإماراتية حالة متفردة نود تسليط الضوء على تجربتك ولعبك النظيف، ورؤيته للتعصب الرياضي وكيفية مواجهته، والصراع على الفوز والهزيمة والكؤوس والبطولات، ووجه كلاعب ونجم كبير العديد من النصائح للأجيال من ممارسين الرياضة والمشجعين، مؤكدا أن الأهداف لا تتحقق إلا ببذل الجهد والأخلاق الكريمة وأهمها التسامح.
كما تحدث عن المميزات الأخلاقية التي تجعل من اللاعب نجم ومن خلالها يستطيع تحقيق البطولات، كما تحدث عن سر بقائك في الملاعب حتى اليوم وبهذه النجومية، ورحلته الطويلة التاريخ والانتصارات، وعلاقة الرائعة مع المدربين واللاعبين وقدرته على تحقيق التوازن بين الروح الرياضية والقتال من أجل الانتصارات على مدى عمره بالمستطيل الأخضر.
برنامج اليوم الثاني من مهرجان " إشراقات"
تتناول أنشطة اليوم الثاني العديد من الفعاليات المعرفية والتكنولوجية والأدبية وكتابات تتعلق بالتسامح لدى الأطفال وغيرها، أما عن الجلسة الرئيسية، فتحتضنها جامعة السوربون أبو ظبي ويتحدث فيها ماستر شي هينغ يي، مدير معبد شاولين بأوروبا، ويشارك شي الحضور موضوعات تتعلق بالتنمية الذاتية وكيفية التحكم في النفس وتفعيل قدراتها، واكتشاف مساحات واسعة في النفس البشرية، قد تؤدي إلى السلام الداخلي والسلام مع المجتمع والبيئة، ويستضيف المهرجان الكاتب جيرالد ميرسر الذي يتحدث عن كاتبه " الآخرون كانوا مفقودين" وتتناول قيم التسامح وقبول الآخر والتعاطف، كرسالة مهمة للأطفال، أما الكاتب والناشر جمال الشحي، فيتحدث إلى جمهور المعرض عن التسامح في أدب الطفل، أما فرح القيسية فتتناول الأطفال المتلعثمون وكيفية دمجهم بالمجتمع وآلية تعزيز قدراتهم للتغلب على مشكلتهم في النطق تحت عنوان " أتحدث مثل النهر، لهجتي مميزة"، أما الدكتور فابريس جومون وهو الأب الروحي للانغماس اللغوي، ويتحدث عن مستقبل التعليم، ودور اللغات في التنوع الثقافي وتحقيق المساواة في المجتمعات المتنوعة، أما نيروز الطنبولي فتقدم مسرح خيال الظل ودوره في إثراء خيال الطفل، أما الدكتور جيوفاني بوزيتي فيطرح رؤيته حول المجتمع الإماراتي تحت عنوان " الإمارات لا شيء مستحيل"، كما يستضيف المهرجان أمسية شعرية للاحتفال بالتسامح مع الشعراء عبد الله الهدية والشاعرة كلثم عبد الله والشاعرة نجاة الظاهري، والشاعر سعيد الكعبي.