العين
اختتمت الدورة الرابعة من برنامج "فرسان التسامح" الذي تنظمه وزارة التسامح بجامعة العين للعلوم والتكنولجيا فعالياتها أمس، والتي استمرت على مدار ثلاثة أيام وشارك بها ما يزيد على 55 شخصا من أساتذة الجامعات والموظفين بالجامعة والعاملين بالهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية بمدينة العين، حيث حصل المشاركون على أكثر من 25 ساعة تدريب على مدار الأيام الثلاثة تنوعت بين المحاضرات النظرية، والورش العملية، وجلسات العصف الذهنى التي تشكل في مجملها منهجا متكاملا يرسم ملامح الشخصية المتسامحة.
وقالت سعادة عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح إن تنظيم دورتين متتاليتين لأهالي العين يأتي استجابة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح لرغبات أعداد كبير من الطلاب والموظفين بالعين للمشاركة ببرنامج فرسان التسامح، حيث ركز البرنامج على رفع حالة الوعي المجتمع بقيم التسامح والتعايش وأهمية ذلك لمستقبل الإنسان ونهضة الأوطان.
وأضافت الصابري أن "فرسان التسامح" يضم خبراء عالميين ومحليين، ويتناول فكر التسامح ومنطلقاته بأسلوب علمي، يجعل من فارس التسامح شخصية إيجابية ومؤثرة في مجتمعها، موضحة أن الأثر الإيجابي لبرنامج فرسان التسامح خلال الدورات الأربعة السابقة يجعل وزارة التسامح أكثر حرصا على تطويره واستمراريته خلال المرحلة المقبلة.
وقالت الصابري أن دور وزارة التسامح لا يتوقف عند هذه الدورات من برنامج فرسان التسامح، ولكنها تقوم بتأهيل مستمر للمشاركين فيه، حيث يتم في مرحلة لاحقة تدريب كل مشارك على إعداد المشروع الخاص به ، وتعليمه كيفية إعداد المقترحات بشكل واضح ، وتعويده كذلك على التعلم الذاتي ، والارتباط بأهداف المجتمع في التسامح والتعايش من جانب ، وبمسيرة العالم من جانب آخر، كما تقوم الوزارة بتقديم كافة أشكال الدعم للأفكار والمبادرات التي يقدمها المشاركون ، لتمكينهم من النجاح في المشروعات التي يقترحونها سواء محليا أو دوليا، كما تقوم الوزارة بمتابعة أداء كل مشارك ، والتأكد من أن الخبرة العملية المكتسبة تحقق بالفعل الأهداف الموضوعة لها.
المشاركون: فخورون بأن نكون فرسانا للتسامح في مجتمعاتنا المحلية
ومن جهة أخرى عبر المشاركون في الدورة الرابعة من " فرسان التسامح" عن سعادتهم بالمشاركة في البرنامج الذي قدم كما كبيرا من المعلومات واكتسبوا من خلاله خبرات واسعة على المستويين النظري والعملي، مؤكدين البرنامج تم الإعداد له بشكل رائع وفق اسس أكاديمية راقية، مطالبين باستمراره على المدى الطويل، مؤكدين انهم أصبحوا مؤهلين للقيام بأدوار مهمة في نشر وتعزيز قيم التسامح سواء على مستوى بيئة العمل أو في مجتمعاتهم المحلية، بعدما تعرفوا على الأعمدة الرئيسية للشخصية المتسامحة التي تجعل الإنسان اكثر افتاحا على الآخر وأكثر قدرعلى النجاح في حياته.
أساتذة وعمداء جامعة العين يشيدون ببرنامج "فرسان التسامح"
فيما أكد الدكتور نور الدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا أن برنامج "فرسان التسامح" الذي أطلقته وزارة التسامح يعد مثالاً حقيقياً للدور الذي تقوم به القيادة الرشيدة لتعزيز قيم التسامح محلياً ودولياً. مشيراً إلى أن البرنامج يسهم في تعزيز قيم التسامح في المجتمع الإماراتي. وأضاف إن مفاتيح التسامح الستة وهي "التعارف والحوار وتحمّل المسؤولية والقدرة على التعامل مع التحديات والعمل الجماعي والتعاطف" تسهم بلا شك في تنمية القيم الفعالة في المجتمع وتحفز المتلقين على تحمل المسؤولية وتحويل طاقاتهم السلبية إلى طاقات إيجابية، مؤكدا أن جامعة العين تلتزم بتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز قيم التسامح من خلال إطلاق مختلف المبادرات وتعزيز المشاركة المجتمعية الفعالة. وأضاف أن استضافة جامعة العين للعلوم والتنكولوجيا لفعاليات الدورة الرابعة من البرامج يأتي في إطار رغبتها في تبني كافة المبادرة التي تسعى لتعزيز القيم السامية للمجتمع الإماراتي التي أرساها الوالد المؤسس المعفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفي القلب منها التسامح، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يبذلها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لنشر قيم وثقافة التسامح محليا ودوليا.
وتعليقاً على البرنامج التدريبي، قالت الدكتورة إبتهال أبو رزق عميد شؤون الطلبة في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا أن التسامح صفة متأصلة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتبدو جلية من خلال التعايش السلمي للشعب الإماراتي ومن يعيش على أرضه. وأضافت أن دورة فرسان التسامح تضع يدها على هذه الصفة وتحفزها. كما تعطينا صورة أوضح عن كيفية أن تكون متسامحاً وكيف تمارس التسامح في يومك العادي وبين الناس الموجودين في محيط حياتك من خلال تطبيق المبادئ الستة التي تحيي قيمة التسامح في النفس البشرية.
وعلق الأستاذ الدكتور مصطفى قنديل عميد كلية القانون على أهمية البرنامج التدريبي في ترسيخ ثقافة التسامح من خلال ورش العمل المتنوعة التي تم عقدها، والتي تعزز مختلف القيم الإيجابية التي تقع جميعها تحت مظلة التسامح وتتيح الفرصة أمام المشاركين لاكتساب ثقافات وقيم وخبرات متنوعة. وأضاف قنديل أن هذا البرنامج يرسخ القيم التي زرعها القائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي زالت تطبق جيلاً بعد جيل.
ومن جهتها، قالت الدكتورة خولة التخاينة، أستاذ مساعد علم الاجتماع والجريمة في كلية التربية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أن مبادرة فرسان التسامح جاءت في وقت تحتاج إليه المنطقة إقليمياً وعالمياً لتسليط الضوء على ترسيخ وتعميق قيم وثقافات مجتمعية متفق عليها دينياً وعقائدياً ومجتمعياً، موروثة عن قادة وحكام كانوا ومازالوا رمزاً وأنموذجاً يحتذى به في الإيجابية والتسامح والسعادة. وتسجل هذه المبادرات المتعلقة بقيمة التسامح كإنجاز يعتز به خاص بوزارة التسامح لدولة الإمارات العربية المتحدة كدولة نوعية غير تقليدية، كانت وستبقى الأولى في المبادرات القيمة ذات الرؤى البعيدة المدى.