انطلق، أمس، مؤتمر «دور الأسرة في تعزيز قيم التسامح»، الذي نظمته وزارة التسامح، برعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، بحضور الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وأحمد جمعة الزعابي، وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، وناصر الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، والدكتور زكي أنور نسيبة، وزير الدولة، والدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع. ألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، كلمة في الجلسة الرئيسية، أكد فيها أن سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، تمثل القدوة والعطاء غير المحدود والجهود المخلصة للأسر الإماراتية في المجالات كافة. وحضرها محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء «جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، والريم الفلاسي، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة، وشخصيات عربية وعالمية من المفكرين والقادة والخبراء، وبمشاركة 60 مركزاً مجتمعياً في مجال الأسرة في الدولة. وأعرب عن اعتزازه بدور الأسرة في الإمارات، في تنشئة الأطفال على التمسك بالقيم النبيلة، ومنها التسامح؛ لأن ذلك تجسيد حي لتعاليم الإسلام الحنيف، وتعبير عن أصالة التراث العربي والإسلامي الذي يكفل حياة مثمرة في إطار من التآلف والتراحم والحوار الإيجابي، واحترام الأديان والثقافات لمنفعة الجميع، مؤكداً أن هذا تجسيد لتوقعات القيادة والشعب في الحرص على توفير الحياة الكريمة للجميع. ورحب الشيخ نهيان بالشخصيات العربية المشاركة؛ حيث تمثل هذه المشاركة احتفاء كبيراً بمكانة الأسرة في المجتمع، وإدراكاً عميقاً لأدوارها المتطورة والممتدة في تحقيق الرخاء والتعايش، ونشر المحبة والازدهار بين الجميع. وعبّر عن فخره بدور «أم الإمارات» الكبير، في دعم قضايا الأسرة، في الدولة والمنطقة والعالم، وقال: «إننا نثمّن جهودها الرائدة، في تطوير المجتمع، وتنمية قدرات أبنائه وبناته، على أفضل وجه؛ حيث أصبحت إنجازات الأسرة في الإمارات، دليلاً حياً على تجربة ناجحة في تأكيد دور الأسرة في تنمية المجتمع، ومثالاً وقدوة للأسرة الناجحة». وأضاف: «إن على الأسرة مسؤولية مجتمعية؛ بالحرص على العمل الجماعي؛ وتقديم نماذج ناجحة تشكل النواة الصالحة في خدمة البلاد في ظل الاهتمام الكبير، الذي توليه القيادة الرشيدة لبرامج الأسرة». مؤكداً أن قيمنا الأصيلة، جعلت الإمارات مجتمعاً يرفل بالتسامح والتعايش والسلام والرخاء بين أفراده كافة. وأوضح: «إن هناك نقاطاً، لا بد من الإشارة إليها؛ أهمها أن الأسرة في الإمارات تحقق الآمال والتطلعات كافة، في إطار توجيهات المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بأن الأسرة أساس الحضارة، ووحدة بناء المجتمع، والثروة الحقيقية في الإمارات». وأكد أن تجربة الإمارات في تمكين الجميع للإسهام في المسيرة الاقتصادية والمجتمعية، بما في ذلك إنشاء وزارة للتسامح، وهي الوحيدة في العالم، وكذلك الإعلان عن 2019 «عاماً للتسامح»، إنما تشير إلى أن السلوك الإيجابي للبشر، وتنمية مبادئ التسامح والتعايش بينهم، هي أمور لا تتحقق بشكل تلقائي؛ بل لا بد من رعايتها وتنميتها، والعمل ليكون سلوك الأسرة نموذجاً وقدوة، أمام العالم كله». وقال: «تجربتنا في الإمارات، تشير بكل وضوح، إلى أن التعليم والتوعية والمبادرات الهادفة، والرؤية المجتمعية الرشيدة، أمور ضرورية لدعم أواصر الأخوة والمحبة، والحث على احترام الآخر، وتحقيق الصفاء والتفاهم والتعايش». وركز على العناصر الرئيسية للمؤتمر؛ ومنها: برنامج «فرسان التسامح»، الذي تنفذه الوزارة، مع مؤسسات الدولة كافة؛ لتأهيل الراغبين فيها ليكونوا دعاة للتسامح في المجتمع، ودراسة سبل العمل المشترك مع مراكز التنمية الأسرية والمجتمعية، والسعي إلى بناء الشراكات المجتمعية الفاعلة؛ لدعم دور الأسرة في التسامح، مؤكداً أن الشراكات المجتمعية تؤدي إلى إيجاد روح وطنية وثابة؛ تنظر إلى المستقبل بتفاؤل وثقة واطمئنان. واختتم بتأكيد أنه من دواعي الاعتزاز أن هذا المؤتمر يشتمل على جلسة خاصة عن فكر «أم الإمارات» وعطائها وإنجازاتها، التي تتبوأ في قلوب الجميع منزلة رفيعة ومركزاً متميزاً. واستقبل الشيخ نهيان بن مبارك، في قصره، أمس، ضيوف المؤتمر. ورحب بهم، مؤكداً أن دولة الإمارات تنتهج سياسة تعزيز قيم التسامح واحترام الآخر والتعايش بين كل مكونات المجتمع، دون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة. ولفت إلى أن نموذج دولة الإمارات الناجح في التسامح يعود إلى الرؤية الرشيدة والثاقبة لمؤسس وباني الدولة المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه. وشكر أعضاء الوفد، الشيخ نهيان بن مبارك، على استقباله، مشيدين بدوره وزيراً للتسامح، واهتمامه بالمؤتمر والمشاركة فيه. حضر الاستقبال الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وفوزية زينل، رئيسة مجلس النواب البحريني، والشيخة نعيمة الأحمد الصباح، والدكتور علي راشد النعيمي، المدير العام لمركز «هداية» الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، ومحمد المر، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى الدولة، وعدد من كبار المسؤولين ورجال الدين. وحظيت فعاليات المؤتمر التي عقدت في قصر الإمارات، بمشاركة عربية واسعة، و5 جلسات رئيسية ونقاشية، كما وقعت وزارة التسامح على هامش المؤتمر 5 اتفاقات للشراكة مع عدد من الجهات العاملة في الأسرة والمجتمع؛ لتعزيز قيم التسامح والتعايش في الإمارات. كما كرمت الدكتورة أمل القبيسي، خريجي الدفعة الثانية من برنامج «فرسان التسامح»، بحضور عفراء الصابري، المديرة العامة بمكتب وزير التسامح، وعبدالله النعيمي، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح، وأكثر من 300 شخصية عربية ومحلية بارزة. وشارك في جلسة «أم الإمارات نموذج التسامح في المجتمع والعالم» فوزية زينل، رئيسة مجلس نواب البحرين، ومحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الأسبق، وتركي الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات، والدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام للمجلس القومي للمرأة – مصر، وأدارها الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان، بمتابعة واسعة؛ حيث تناول المشاركون فكر وإنجازات «أم الإمارات» وعطاءها، في التنمية الاجتماعية والإنسانية، في المنطقة والعالم، نموذجاً يجسد المعنى الحقيقي للتسامح. وأشاد المتحدثون في الجلسة الرئيسية للمؤتمر بعنوان: «أم الإمارات نموذج التسامح في المجتمع والعالم»، بمكانة سموّ الشيخة فاطمة رمزاً عالمياً للتسامح والتعايش السلمي؛ حيث أكدت فوزية زينل، أنها تحمل عشرات المواقف، التي تبرز أدوار سموّها الخليجية، خاصة ما يتعلق بالأسرة والمرأة والطفل، بمشاركة بارزة للاتحاد النسائي العام في مختلف الفعاليات والأعمال الخليجية، ما يؤكد إيمانها العميق بتنمية المرأة الخليجية، ودعم القيم والتقاليد الأصيلة التي تعزز دور الأسرة والمرأة في المجتمع. وعبّر محمد المر، عن اعتزازه ب«أم الإمارات» رمزاً إماراتياً وعربياً وعالمياً بارزاً؛ لتعدد أعمالها وأدوارها الاجتماعية والإنسانية في قارات العالم الخمس، دونما تفرقة على أساس ديني أو عرقي، وهو ما يمثل أسمى نماذج التسامح. كما ركز تركي الدخيل، على جهود «أم الإمارات» وأعمالها الاجتماعية والإنسانية في منطقة الخليج، مؤكداً أنها كانت إحدى أهم الشخصيات التي مهدت الطريق أمام المرأة الخليجية؛ لتتبوأ مكانة بارزة في مختلف مناحي الحياة، فظهرت شخصية منفتحة على العالم تحمل ثقافتها وقيمها مع قدرتها الهائلة على الانفتاح على مختلف الثقافات. وأكدت الدكتورة فرخندة حسن، مكانة«أم الإمارات» عربياً وعالمياً؛ بما بذلته من جهود وأعمال، وما اطلعت به من أدوار بارزة لمصلحة المرأة والأسرة والطفل، محلياً ودولياً، وهو ما حفر اسمها في وجدان العالم رمزاً للعطاء والتسامح. وشهدت الجلسات مشاركة واسعة وحوارات مثمرة للبحث عن نقاط انطلاق جديدة تفعل طاقات الجميع؛ لإثراء قيم التسامح ونشرها لدى الأسرة والمجتمع. القبيسي: «أم الإمارات» مدرسة ينهل منها الجميع كرمت الدكتورة أمل القبيسي، ترافقها فوزية زينل، خريجي الدورة الثانية من برنامج «فرسان التسامح»، الذي تنظمه وزارة التسامح في كل الإمارات. وفي تصريح ل«الخليج» عقب ختام فعاليات المؤتمر، أكدت القبيسي، أننا عندما نتحدث عن «أم الإمارات»، فإننا نتحدث عن نبع العطاء والتسامح، ليس في الإمارات وحسب؛ بل في الوطن العربي والعالم، كما أنها مدرسة نهل منها الجميع، وقدوة حسنة في غرس قيم التسامح بكل أبعاده، في التعايش والتنوع وأهمها العطاء بلا حدود. وقالت: إن عطاء «أم الإمارات»، في التنمية الاجتماعية والعطاء الإنساني، نموذج يجسد المعنى الحقيقي للتسامح؛ حيث لا تفرق بين الناس. – –