تشارك دولة الإمارات العالم الاحتفاء بـ ” اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية” في ظل تحولها إلى أحد أهم نقاط تلاقي وتعايش الحضارات والثقافات العالمية. ويأتي الاحتفال بالمناسبة – التي تصادف يوم 21 مايو من كل عام – وقد أصبحت الإمارات بشهادة القاصي والداني، بلدا نموذجيا في التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن بين الجاليات المقيمة على أرضها في مناخ من الانفتاح على الثقافات الإنسانية ببعديها المعاصر والتراثي. وبلغ عدد الجنسيات التي تعيش على أرض دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية لتصبح بذلك حاضنة لثقافات العالم، وجامعة لها، حيث قلما يعبر المرء شارعا أو ممرا، أو يدخل مركزا تجاريا، إلا ويجد أمام ناظريه ما يحيله إلى ثقافة، بل ثقافات متعددة تعيش بأمن وسلام. وتختزل الثقافات المتعددة التي تعيش على أرض الإمارات تاريخ شعوبها وحضاراتهم، وتظهر صورة مضيئة عن الإمارات الحاضنة والراعية والداعمة للسلم العالمي والحوار بين الحضارات والتصالح معها والاستفادة من تجاربها على جميع المستويات، في البناء والتنمية والتفكير والتدبير والتطوير. ومنذ نشأة دولة الاتحاد حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” على غرس قيم المحبة، وتعزيز ثقافة التعايش السلمي في الإمارات، لتصبح الإمارات نموذجا للاستقرار السياسي والاعتدال واحترام الحريات الشخصية. ويرتكز التنوع الثقافي في الإمارات إلى ثقافة التعايش والتسامح التي أصبحت جزءا أصيلا من العمل الحكومي حيث شهد العالم في عام 2017 ولادة أول وزارة للتسامح على أرض الإمارات. وشكلت العدالة الاجتماعية في دولة الإمارات واحترام سيادة القانون ومساواة الجميع أمامه سواء من مقيمين ووافدين، أرضية خصبة لتعزيز التنوع الثقافي وحوار الحضارات خدمة للسلام وترسيخا لثقافة التعايش السلمي والتناغم الإنساني بين شعوب العالم وثقافاته. ونجحت الإمارات في التعامل مع كل أشكال العولمة الثقافية بمنهجية علمية وبفكر واع، لتصبح في المرتبة الأولى عالميا في التعايش السلمي بين الجنسيات، كما قطعت أشواطا كبيرة نحو ترسيخ مبدأ التعايش والانفتاح على الآخر وفق استراتيجية محكمة تهدف إلى مد جسور التواصل والتعاون مع مختلفة ثقافات الشعوب الأخرى. وتوفر الإمارات للجاليات المقيمة على أرضها نمطا فريدا للعيش ومستوى عالي من الرفاهية الأمر الذي جعل من الإقامة والعمل فيها حلم يراود شريحة كبيرة من الشباب، وها هي اليوم وللسنة السابعة على التوالي تأتي في مقدمة الدول التي يفضل الشباب العربي العيش فيها وذلك بحسب نتائج استطلاع رأي الشباب العربي العاشر الذي أعدته مؤسسة “بيرسون مارستيلر ” لعام 2018. وتقيم الإمارات علاقات ثقافية مع عدد كبير من دول العالم، وهي عضو فاعل في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، كما أنها تعتبر من أبرز الدول الداعمة لمشاريع حفظ التراث العالمي وحماية الآثار والتعريف بالثقافات والتواصل بين الحضارات.