أبوظبي في 3 مايو/وام/ شهدت فعاليات المهرجان العالمي “إشراقات” الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش في معرض أبوظبي الدولي للكتاب عددا كبيرا من الأنشطة التي ركزت على تعزيز القيم الإنسانية، وفي القلب منها التسامح والتعايش لدى الأجيال الجديدة على المستويين المحلي والعالمي من خلال الرسائل المختلفة للفعاليات التي تهدف إلى احترام الاختلاف، والتمتع بالمرونة والتعاطف، ودعم قدرات ومهارات الطلاب عبر التواصل مع الآخر وتسليط الضوء على أهمية التعاطف والتعايش والأخوة الإنسانية في تلاحم المجتمع.
وأكدت سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش أن مهرجان “إشراقات” ركز منذ البداية على حشد الخبرات المعرفية والاجتماعية، والإبداعية المحلية والعالمية للتواصل مع طلاب المدارس والجامعات وتقديم أفكار مبتكرة يمكنها أن تعزز ثقافة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في عقل ووجدان الأجيال القادمة، لاسيما طلاب المدارس والجامعات.
وأشارت الصابري إلى أن مشاركة ما يزيد على 80 شخصية محلية وعالمية من 14 دولة في المهرجان يمثل حالة من الثراء الفكري والمعرفي واصفة المهرجان بأنه منصة لتبادل الخبرات العالمية في مجال التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في مختلف المجالات إضافة إلى أثر المعرفة والإبداع في تعزيز هذه الرسالة من أجل عالم أفضل للجميع.
ولفتت إلى أن التفاعل الكبير بين جمهور المهرجان والقامات العالمية، أضفى على الحدث حيوية كبيرة، منوهة إلى أن حرص طلاب المدارس على حضور الورش والجلسات والتواصل مع الفنانين والكتاب والمبدعين، واهتمامهم بما يقدمه مهرجان إشراقات من أعمال تتعلق بمجالات التسامح والمعرفة، إضافة إلى الجانب التربوي، سيظل واحدا من أهم عناصر نجاح المهرجان.
إلى ذلك استضافت جلسة “إشراقات ملهم” تحت شعار “الحياة مغامرة تستحق أن نعيشها”، الدكتور يوسف الحسني وهو طبيب ومعالج واقعي ومحلل نفسي، واستشاري مدرب علاقات – البورد الأمريكي بالتدريب، ومؤسس معهد التحليل النفسي للاستشارات النفسية والاجتماعية والتربوية، ومؤسس أسلوب التحليل النفسي الطبي الواقعي، وأدارها الكاتب والناشر جمال الشحي.
وقال الحسني خلال الجلسة إن الطب النفسي يتمتع بقدرات بالغة الأهمية يمكنها أن تكون إضافة قوية إلى المصادر التي تعزز التسامح والتعايش سواء بين الإنسان ونفسه أو الإنسان والوسط الاجتماعي الخاص به أو الإنسان والعالم، مشيرا إلى أن التصالح مع الذات يعتمد كثيرا على قدرات الإنسانية الخاصة على تجاوز التحديات والخيبات التي تواجهه، والتصالح مع وسطه المحيط به، مهما كانت المشكلات التي يواجهها.
وأكد أن التسامح قيمة إيجابية لتفعيل القدرات، وتحفيز الطاقات، وليست جانبا سلبيا يقوم على التجاوز فقط، مشيرا إلى أن الإنسان المتسامح هو الأكثر قدرة على التعايش مع الآخرين مهما اختلف معهم في الثقافة والمعرفة والأهداف.
وركزت جلسات إشراقات على تعزيز القيم الإنسانية لدى الصغار من خلال إبداعات معرفية متنوعة وتحدث الدكتور عبد الله الشرهان المتخصص في مجال رسوم الكرتون والقصص المصورة عضو مجلس الإدارة في جمعية الناشرين الإماراتيين، عن سعيه الدائم لصناعة الدهشة لدى الطفل والتي تحمل بين ثناياها، القيم الأخلاقية والتسامح والتعايش وقبول الاختلاف بصورة لا تعتمد النصح وإنما تقوم على الموقف والقصة والصورة في حد ذاتها.
وأوضح الشرهان أنه كرسام عندما يضع قصته بين يدي أي فنان تشكيلي فإنه يترك له الحرية مع كل شخصيات قصته، مؤكدا أن اهتمامه بعالم القصص المصورة، ينطلق من أنه يعيش دائماً التجارب الطفولية مع أطفاله، فالتفاصيل تمنح الكاتب والرسام وجهة نظر يمكن أن يقدمها ويستفيد منها مع الصغار.
وناقشت الجلسات الجماهرية التي أطلقها مهرجان إشراقات بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب القيم الإيجابية وتحفير فئات المجتمع لاسيما طلاب المدارس.
وأكد الكاتب والمحفز كريستيان وليم أنه يعمل في مجال تحفيز وتنمية القدرات لدى قطاعات واسعة من طلاب المدارس والجامعات، معبرا عن اعتزازه بالمشاركة في مهرجان إشراقات الذي أتاح له الفرصة للتواصل مع جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب لمشاركتهم أفكاره وخبرته وأهم السبل المبتكرة الأكثر تأثيرا والتي تمكن الكبار والصغار معا من القيم الإيجابية والإنسانية كي يتعاملوا بها وتكون أسلوب حياتهم من خلال استخدام العديد من الأساليب السهلة والمحفزة للطاقات البشرية، وأشار إلى الدور المهم للقصص والمواقف الإيجابية في عملية التحفيز.
وأشاد بالأهداف النبيلة لمهرجان إشراقات وما يحمله من قيم سامية كالتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية الذي اعتبرها ضرورية للإنسان في هذا العالم الذي يموج بالصراعات، والتحديات، وتعدد الأفكار والرؤى.