أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش دعم دولة الإمارات المطلق للقيم والمبادئ التي يدعو إليها إعلان الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة والتي تركز على التحول من حيز القومية، والصراعات، وعدم العدالة إلى ثقافة القوميات المتعددة، والسلام، والأمن لصالح البشرية جميعاً. وقال معاليه إن الإمارات واحدة من أكثر الدول سلاماً، ورخاءً، وتسامحاً بين دول العالم، وهذا من إرث الوالد المؤسس؛ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” كما أنها دولة متآلفة ومنفتحة تماما، حيث تفتح أبوابها للجميع بغض النظر عن الثقافة أو الدين أو العرق أو النوع أو الطائفة. وأضاف “مرحباً بكافة قادة الطوائف الدينية المختلفة في دولة الإمارات للمشاركة في تقديم رسالة سلام من الإمارات العربية المتحدة إلى العالم من خلال هذا الملتقى”. جاء ذلك خلال كلمة معاليه الافتتاحية ضمن فعاليات الملتقى الافتراضي الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع قادة مختلف الاديان تحت عنوان “رسالة سلام من الإمارات الى العالم ” وتحدث بجلسته الرئيسية عدد كبير من القيادات الدينية منهم سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والأسقف بول هيندر النائب الأعلى للكنيسة في لجنوب المنطقة العربية، والسيد راجو شروف الممثل الرسمي للمعبد الهندوسي بدبي، والسيد غريغوريوس خوري أسقف الإمارات للروم الأرثوذكس، والسيد ماركوس أوتس رئيس كنيسة يسوع المسيح عليه السلام المرمونية والسيد سورندر سينغ كندهاري رئيس المعبد السيخي غورو ناناك دربار بدبي، والقس مينا حنا من كنيسة مارمينا في جبل علي دبي وممثل أبرشية الخليج، والحاخام يهودا سارنا المدير التنفيذي لمركز برونفمان للحياة الطلابية اليهودية – جامعة نيويورك، وحضرتها سعادة عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح والتعايش وعدد من القيادات الفكرية والمجتمعية والأكاديمية بالدولة، وأدارها سعادة الدكتور سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك.. إن المجتمع الإماراتي يتكون من 200 جنسية، حيث نجحنا في العمل وفق مبدأ نبيل يقضي بأنهم جميعا بشر، وكل شخص منهم يتميز بمعتقداته الخاصة وأنهم يستحقون جميعا أن ينعموا بحياة هادئة وآمنة، نعمل في الإمارات العربية المتحدة على نشر فضيلة التسامح. وأضاف معاليه أنه لن تستطيع أي أمة أو مجتمع أن تحول الجميع سلميا إلى مجتمع واحد، ولم تحاول أي دولة عظمى ذلك حتى. وأفضل ما يمكننا فعله على الإطلاق أن نتسابق في فعل الخيرات. قال تعالى مخاطباً جميع البشر “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”. وقال معاليه: “إن هذا اللقاء لا يعد غريبا على دولة الإمارات ؛ فقادة الطوائف الدينية المختلفة وأفرادها يجتمعون دوريا ويعملون معا لصالح البشرية، لقد مارسنا في المقام الأول قيمة “لتعارفوا” التي يدعو إليها القرآن الكريم. ولقد شرفنا بلقاء أشخاص من جميع الأمم، وتعلمنا تقدير ما هو مشترك بيننا إضافة إلى الاختلافات فيما بيننا في الوقت نفسه، وأعتقد أن طريقة الحياة في دولة الإمارات تمثل نموذجا لمستقبل العالم، وأشعر بالمزيد من الحماس للقاء قادة الطوائف الدينية المختلفة في الإمارات لمشاركة تجاربهم المتعلقة بالعيش متسامحين معا. بينما هناك الكثير الذي يجب علينا تعلمه وفعله، ونستطيع أن نؤكد أن الإمارات سارت على درب التسامح لمدة طويلة لتعرف فضائله. يحدوني الأمل أن تلقى دعوة الأمم المتحدة للقوميات المتعددة والسلام والأمن دعما من خلال ما ستسمعونه”. وأوضح معاليه أن وزارة التسامح والتعايش تعتبر السلام والتعايش بما يشمله من تسامح وأخوة إنسانية وتعاون وحوار وتعاطف، هو أمل الإنسانية كلها في مواجهة كافة الاتحديات سعيا إلى التطور والاستقرار والنمو.. مؤكداً أن هذا الملتقى الافتراضي الذي يضم ممثلين لكافة الديانات واللغات والثقافات والجنسيات إنما تتوافق مع رؤية الوزارة وأهدافها، والأسس التي تقوم عليها مبادارات الوزارة، كما انه رسم صورة مثالية ورائعة للأخوة الإنسانية والتوحد حول هدف واحد هو السلام والتعايش بين الجميع، إضافة إلى أن الملتقى بما شمله من كلمات وأفكار أكد أن لغة التعايش والسلام والتسامح أصبحت أقرب إلى الجميع في قارات العالم. وأشار معاليه إلى أن الإمارات كانت وستظل واحة للأمن والسلام والتسامح في المنطقة والعالم، حيث بدأت مسيرتها منذ خمسين عاما على أساس من التسامح والتعايش، حينما أرسى الوالد المغفور له الوالد الشيخ زايد هذه الأسس في أبناء وبنات الإمارات. وكان التسامح الديني من ضمن أسس التسامح التي ارساها الوالد المؤسس، الأمر الذي جعل الجميع يشعر بالأمن والسلام، ويمارس كل أتباع ديانة طقوسهم وشعائرهم الدينية بكل حرية واحترام، وهو ما فتح المجال واسعا أما الجميع للإبداع والابتكار وجعل المجتمع واحة أمن وسلام. من جانبه أكد الدكتور سليمان الجاسم أن الملتقى الافتراضي “رسالة سلام من الإمارات إلى العالم” بما ضمه من قادة كافة الديانات وعدد كبير من المفكرين والمسؤولين وما اشتمل عليه من كلمات تحمل العديد من الافكار والرؤى التي تتمحور جميعها حول اهمية السلام ودوره في حماية حركة الحياه بين الافراد والجماعات والدول، مؤكدين أن السلام والتعايش هما ضروة حياة على كوكب الأرض، وأشادوا جميعا بالتجربة الإماراتية في دعم قيم السلام مبادئه، ليس فقط على المستويين المحلي والإقليمي وإنما يتخطى ذلك إلى دعم مستمر للسلام حول العالم، بما يضعها كنموذج فريد في المنطقة والعالم، مشددين على اهمية ان تنتقل هذه التجربة إلى مختلف قارات العالم من أجل حياة افضل للإنسان في كل مكان. وأضاف الجاسم أن الملتقى يمثل مبادرة جديدة تقدمها وزارة التسامح والتعايش الإماراتية إلى المجتمع المحلي والعالم، تهدف إلى تعزيز ونشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش والتعاطف والحوار والتعاون بين الجميع مهما كانت الاختلافات، وتعددت الثقافات، مثمنا الدعم الكبير الذي حظي به الملتقى وضيوفه من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الذي لا يدخر جهدا في دعم وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام في مختلف المجالات. من جانبهم عبر المشاركون خلال كلماتهم بالملتقى عن تقديرهم للإمارات ممثلة بقيادتها الرشيدة ومواطنيها الذين يمثلون حالة فريدة في المنطقة والعالم، حيث لم يجد أتباع أي دين او ثقافة في ممارسة طقوسه بحرية تامة، ودونما متابعة اوتضيق، وهو ما يجعلها بحق واحة للسلام والتعايش متمنين ان يكون هذا الملتقى رسالة سلام إلى العالم، من اجل حياة أفضل لكل إنسان، واشادوا بالدور بالجهود الكبيرة التي يبذلها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والذي جعله قريبا من الجميع، وداعما لكافة قضايا السلام والمحبة والتعايش حول العالم، مؤكدين أن التجربة الإمارتية الرائدة، في دعم قيم السلام والتعايش بين البشر جميعا، هي القيم التي تحمل الخير إلى كل إنسان على هذا الكوكب مهما اختلفت ديانته او جنسيته أو ثقافته، وهي التجربة التي قامت على أسس من احترام الآخرين وتقدير الاختلاف والتعدد في الثقافات والأديان والأعراق، مشيدين بالقيادة الرشيدة للإمارات التي تمد يدها للجميع بالسلام والمحبة والرغبات الصادقة في التعاون من أجل التطور والنهضة والسلام العالمي والاخوة الإنسانية. – البيان الختامي للملتقى جاءت رسالة السلام والتآلف التي ترسلها دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم مناسبة تمامًا من حيث التوقيت والأهمية؛ فهذا العام -2020- يستمر في تشكيل تحد على كثير من المستويات، وفي ظل هذه التحديات أظهرت تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية تعزيز التواصل الإنساني والحاجة إلى التعاون، والحوار البناء، والقيمة الأساسية للحفاظ على الكرامة الإنسانية. وقال المشاركون في الملتقى: “دعونا نتذكر أننا تعلمنا، وأننا نمضي قدما بتصميم متزايد على أن ينعم جميع الناس بمستقبل إيجابي ينظر فيه إلى كل فرد على أنه عضو في عائلة بشرية واحدة” [united in religion].[He intended] [all that is] .