أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” ركز على الاستثمار في أبناء وبنات الإمارات منذ 5 عقود وكان بلا شك أعظم استثمار ..موضحا أن نتائجه جاءت مبهرة ليس على الإمارات فقط وإنما على العالم أجمع. وقال معاليه إن ما تحقق حتى اليوم وما نعتزه من النماذج الرائعة من بنات الإمارات ما هو إلا بعض غرس زايد فبنت الإمارات التي أصبحت رمزا للإنجاز والإبداع والابتكار وتحمل المسؤولية في كافة المجالات لم تغفل يوما ما نشأت عليه من قيم إماراتية أصيلة وفي القلب منها التسامح والتعايش والاخوة الإنسانية، فحملتها إلى العالم ليس فقط من خلال الكلمات ومن من خلال الأفعال والسلوك والمواقف. جاء ذلك خلال افتتاح معاليه جلسة “تسامح عابر للأجيال .. بنت وأم وجدة ” التي نظمتها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع وزارة التنمية المجتمعية ومؤسسة التنمية الأسرية أمس وضمت أسرا إماراتية من أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة ورأس الخيمة وعجمان وأم القيوين ومدينة العين والظفرة بحيث يتم تمثيل الأسر على النطاق الجغرافي لكافة بقاع الدولة. وحرصت الجلسة على استضافة 3 أجيال من كل أسرة هن “الجدة والأم والبنت ” كما شارك في الجلسة عدد من الخبراء المتخصصين في الشؤون الأسرية وأدارها من وزارة التسامح والتعايش نورة محمد وروحية باقر. وتناولت الجلسة رؤية الأجيال المختلفة لدور المرأة الإمارتية في غرس وترسيخ قيم التسامح والتعايش عبر الأجيال حيث أكدت المشاركات أن التسامح متجذر في الأعراف والتقاليد بالإضافة الى الدين في المجتمع الإماراتي وتحملة المرأة الإماراتية إلى ابنائها جيلا بعد جيل. وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن فخره بالمشاركة المتميزة لكافة أجيال الأسر الإماراتية في هذه الجلسة التي تركز على موضوع مهم للغاية وهو القيم الإماراتية الأصيلة وكيفية نقلها من جيل إلى الجيل الذي يله ورؤية كل جيل لأهمية هذه القيم ودورها في حماية المجتمع والأسر والأفراد على السواء مؤكدا أن دور المرأة الإماراتية متفرد في هذا المجال ..معبرا عن أهمية أن تصل رسالة هذه الجلسة إلى الجميع وأن يطرح كل جيل سواء كان صغيرا أو كبيرا رؤيته بموضوعية، لما لذلك من أهمية في إلقاء الضوء على ما يتميز به مجتمعنا منذ تأسيس وطننا الغالي من تسامح وتعايش واحترام للآخرين ونبذ كل اشكال التعصب والعنف والتحلي بالكرم واحترام الآخرين ايا كان معتقدهم أو لونهم أو ثقافتهم ..مؤكدا أن المشاركات في الجلسة هن نماذج متميزة للأسرة الإماراتية في كل مكان على أرض الدولة. وأشاد معاليه بدور وزارة التنمية المجتمعية ومؤسسة التنمية الأسرية في تنظيم هذه الجلسة، وتعاونهما الوثيق مع وزارة التسامح والتعايش لما فيه خير المجتمع الإماراتي بكافة فئاته، مثمنا الرؤية الحكيمة والجهود المقدرة التي قادتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات “، والتي أثمرت نتائج نفاخر بها العالم أجمع بعدما أصبحت المرأة الإماراتية رمزا للعطاء والتقدم والإنجاز والمسؤولية ايضا. وثمن معاليه عاليا ما تبذله قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله ” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من جهود لتعزيز مكانة المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، وحرصهم الأكيد على أن تتسلح المرأة بالعلم والخبرة والمعرفة مع حرصهم على أن تكون بنت الإمارات تجسيدا حيا للقيم الإماراتية الاصيلة ومنها التسامح والتعايش واحترام الآخر في كافة أفعالها ومواقفها. وطرحت المشاركات في الجلسة العديد من الأفكار والرؤى – والتي تباينت من جيل إلى جيل – حول أهمية دور المرأة كأم وجدة في التربية والتنشئة على قيم التسامح، وطرح العديد من القصص الواقعية التي تعلمت من خلالها البنات من أمهاتهن وجداتهن قيم التسامح والتعايش، إضافة إلى طرح الصورة الإيجابية لواقع المرأة الإماراتية في التبادل الثقافي المتنوع والثري لكافة فئات المجتمع الإماراتي، مع التركيز على قيم التسامح والتعايش، واحترام الآخر، والحوار والتعارف بين جنسيات مختلفة، والتعاطف مع الآخرين، والعمل الجماعي بين أعراق مختلفة، وطرح قصص واقعية تؤكد وجود قيم التسامح واحترام الجنسيات المختلفة منذ القدم. من جانبها قالت الإعلامية ميسون أبوبكر إن الحديث عن المرأة الإماراتية ودورها المهم في تعزيز القيم ونقلها من جليل إلى جيل لابد أن تبدأ بقدوة النساء في الإمارات والعرب وهي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات ” التي لها الدور الأكبر في دفع مسيرة المرأة الإماراتية إلى آفاق رائعة نفاخر بها جميعا ..مؤكدة أن إيمان القيادة الإمارتية بأهمية تمكين المرأة منذ وقت مبكر مكنها من الإبداع في مختلف المجالات وفجر طاقاتها لتكون شريكا في نهضة وطنها وأمتها. واستشهدت ميسون بقول “أم الإمارات “: “عظمة الأمم لا تقاس بثرائها المادي وتطورها العمراني بقدر ما تقاس بقيمها الانسانية النبيلة ونسيجها الاجتماعي المتماسك ” ..مؤكدة أن المرأة حققت نجاحات بارزة في بناء الأسرة ودعم مجتمعها جنبا إلى جنب مع عملها وإنجازها في المهام والوظائف المختلفة. ومن جانبها قالت الجدة مريم سعيد المزروعي “رأس الخيمة “: “لقد ورثنا القيم العربية الاصيلة ومنها التسامح من الأهل والآباء والجيران، فكانت القيم تنتقل بالتعامل اليومي، وليس بالتلقين، فالتسامح كان وما زال في البيئة الإماراتية نهجا نسير عليه جميعا، وهو ما نحاول أن ننقله للأجيال الجديدة التي أصبحت أكثر انفتاحا على ثقافات وأفكار مختلفة “. وبدورها قالت الجدة موزة الزعابي من “العين “: “إن “أم الإمارات ” قدوتنا في هذا المجال فقد غرست فينا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بدعم من المغفور له الشيخ زايد التسامح والكرم والعطاء سلوكا وفعلا، وهو ما نحرص على غرسه في بناتنا وحفيداتنا “، مؤكدة أن مدرسة في جمعية النهضة الظبيانية كانت بمثابة بيت للعلم والأخلاق والقيم معا، إلى جانب ما تعلمناه من جداتنا وامهاتنا، فكنا نعيش مع الجيران كأسرة واحدة نتشارك، في الأفراح والأتراح. أما الجدة عائشه سيف حميد الكعبي من “الفجيرة ” فأكدت أن المحافظة على قيم التسامح هي وظيفة أصيلة للجدة والأم إلى جانب رعاية الاطفال، فيجب أن تغرس فيهم القيم الاصيلة مع كل تصرف مهما كان بسيطا، مؤكدة ان تربية الأطفال على هذه القيم هي أهم وظيفة للأسرة لأنها تساعد على تماسكها وبالتالي تماسك المجتمع. ومن جانبها قالت الوالدة مريم الكعبي من “العين “: “إن دور الأم حيوي جدا في نقل القيم الاصيلة ومنها التسامح، مؤكدة أنها تتعلم دائما من مواقف وأفعال الشيخات في المواقف المختلفة، وعلى رأسهم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات ” وهذه القيم نرسخها جيلا بعد جيل حتى تظل موجودة وفاعلة، لأنها تميز مجتمعنا عن أي مجتمع آخر. واضافت ان الام يمكنها فعل الكثير في هذا المجال ولكن ليس بمعزل عن الدور الذي يقوم به المجتمع والمدرسة ايضا، فالأجيال الحالية اكثر انطلاقا وثقافة ومعرفة بسبب التطور التكنولوجي الهائل. أما “الأم ” موزه فايز خميس من “أم القيوين ” فأوضحت أن قيمنا وتسامحنا وعطاءنا ينطلق من الدين الاسلامي الحنيف، وسلوك الصحابة رضوان الله عليهم، وأفعال وأقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” وأقوال ومواقف “ام الإمارات ” ثم يأتي دور المجتمع والبيئة المحلية التي هي المكان الذي يتحول فيه التسامح والعطاء والتعايش إلى افعال، وهو ما يمكن ان يصل للأجيال الجديدة “، مؤكدة ان دور المدرسة والإعلام مهم جدا إلى جانب دور الأم. ومن جانبها قالت أروى إسماعيل آل علي من “الفجيرة ” إنها نشأت في بيئة تركز على احترام الكبار مهما كانوا من الأهل أو من غيرهم، لأن قيمة احترام الكبير مهمة، كما تعلمت من جدتي وأمي كيف أعتز بوطني وقيمه، وقيادته الرشيدة وكيف أكون متسامحة مع الجميع بلا استثناء وساعدتني الأسرة على تكوين صداقات من زميلاتي من ثقافات مختلفة ، ولذا عندما التحقت ببرامج تعليمية في “بريطانيا وامريكا ” ومشاركة مع طلبة من مختلف الجنسيات كفرنسا وإيطاليا وتركيا ، كانت هذه القيم هي الحارس لي كما كانت عنوانا لي كإماراتية بين زملائي من مختلف الجنسيات. فيما قالت هدى سعيد عبيد من “أم القيوين “: “تعلمنا من والدتنها عدم التميز بين الناس “ابيض واسود ” وأن الكلمة الطيبة تؤلف القلوب وان الإنسانية عائلة كبيرة وأن أهم سمات المجتمع الإماراتي هي التسامح والكرم والعطاء وان على واجب أن أحفظ هذه الصفات وأنفذها في كل تصرفاتي “. وبدورها أوضحت فاطمة عبدالرحيم الحمادي من “الظفرة ” أن دعم والدتها الدائم أمدها بطاقة إيجابية ساعدتها على ان تكون متميزة بتسامحها واخلاقها خلال تعايشها مع جميع زميلاتها ومعلماتها وكافة افراد المجتمع بجميع جنسياتهم المختلفة ودينهم وثقافاتهم، ولعل التمتع بهذه القيم هو اهم عوامل التميز والجتهاد والتفوق الدراسي ايضا.