أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن خطط العمل في الوزارة تقوم على أن تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح يتطلب العمل على أربعة مستويات محددة تبدأ بمستوى الموظف نفسه وكيفية التأكد من أنه موظف متسامح والثاني هو مستوى كل وزارة لتكون أيضاً وزارة متسامحة والثالث هو دور كل وزارة في نشر قيم التسامح في مجال عملها في المجتمع من خلال علاقاتها الممتدة مع أفراده ومؤسساته والرابع هو تبادل الخبرات والتجارب بين الوزارات وتحقيق التعاون والعمل المشترك بينها لتكون الحكومة كلها قائدة ورائدة في مجال تعزيز التسامح والتعايش السلمي والسلوك الحميد لتكون حكومة الإمارات مثالاً ونموذجاً رائداً أمام العالم كله. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معاليه في ملتقى وزارة التسامح الأول الذي عقد اليوم في أبوظبي بحضور قيادات أكثر من 45 جهة حكومية على مستوى الدولة وشارك به أكثر من 120 شخصية من كبار مفكري وقيادات العمل الحكومي وأكاديميين وشباب تحت شعار “تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح” وركزت جلسات الملتقى على الخروج بتوصيات مهمة لوضع الية عمل تعزيز قيم التسامح في كافة المؤسسات الحكومية فيما يتعلق بالموظف والمؤسسة والمشاركة المجتمعية لرفعها إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك تمهيدا لدراستها وإقرارها. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته أن الملتقى الأول لوزارة التسامح يركز على المحور الأول في البرنامج الوطني للتسامح وهو تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح داعياً المشاركين إلى التركيز على عدة نقاط خلال حواراتهم وجلساتهم منها التأكيد على الدور الحيوي والمحوري للحكومة في رعاية وتنمية قيم التسامح والتعايش في المجتمع لما لها من دور أساسي في التعامل الناجح مع ظاهرة التنوع والتعددية التي تعد من خصائص سكان الإمارات بحيث نقدم أنموذجاً رائداً للعالم كمجتمع ناجح يستطيع استيعاب وتمكين جميع سكانه بما يحقق التقدم والسلام والانتماء والولاء لمسيرة المجتمع.. مؤكداً أن مؤسسات الحكومة في الإمارات هي مجالٌ مهم لتوظيف أبناء وبنات الدولة وأنها بذلك عليها واجبٌ ومسؤولية في تنمية صفات التسامح لدى جميع العاملين والتأكيد على توفير مناخ للعمل يشجع على الوفاق ويتسم بالاحترام للجميع ويقدم خدماته للسكان بودٍ وإخلاص وحرصٍ على تحقيق المنفعة العامة. وقال معاليه نحن أبناء وبنات الإمارات نعتز كثيراً بما تتسم به حكومتنا الرشيدة من كفاءةٍ وفاعلية على جميع المستويات ونحن على ثقة كاملة بأن حكومتنا كما يريد لها قادة الإمارات وكما يريد لها شعب الإمارات سوف تكون دائماً أنموذجاً يحتذى أمام العالم كله في رعاية وتنمية التسامح والتعايش والسلوك القويم في عمل كل موظف وفي عمل كل وزارة وفي عمل الحكومة ككل وكذلك في عمل المجتمع كله. وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن وزارة التسامح تضع أمام الملتقى الخطط والمقترحات التي تتناول كيفية العمل على كافة هذه المستويات متمنيا أن تتم مناقشتها بموضوعية وحرية والخروج بنتائج يمكنها أن تسهم في تحقيق التقدم والرقي لوطننا العزيز في ظل قادتنا الكرام وأن يمنحه دائماً التوفيق والنجاح والأمان والسلام والاستقرار. ونبه معاليه إلى أن الملتقى الأول لوزارة التسامح مجرد بداية لسلسلة متوالية من اللقاءات والاجتماعات التي تتم من خلالها مناقشة كافة الأمور التي تتعلق برسالة الوزارة وبخطط عملها في المجتمع والعالم حتى يتحقق لنا ما نرجوه دائماً من أن يكون التسامح والتعايش السلمي أساساً قوياً في مسيرة الخير والنماء التي تشهدها دولتنا العزيزة في كافة المجالات مؤكدا شعارنا منذ البداية ” وزارة التسامح وزارةٌ للجميع ” لأنها وزارة لجميع السكان في الدولة المواطن والوافد الرجل والمرأة الشباب وكبار السن الأصحاء والمرضى أصحاب الهمم العمال الأجانب الوزارات والهيئات والشركات والمؤسسات بالإضافة إلى التواصل مع الأشقاء والأصدقاء حول العالم والعمل مع كافة المنظمات الدولية المتخصصة في سبيل أن يتحقق التعايش والسلام ومن أجل أن تكون الإمارات دائماً في المقدمة بين دول العالم كله في الالتقاء بين البشر وفي التفاهم والتعايش بينهم وكذلك في عملهم المشترك من أجل تحقيق الخير والرخاء للفرد وللمجتمع وللعالم كله. وعن الفهم الإماراتي لقضية التسامح أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن التسامح في الإمارات لا يعني إزالة الفروق أو الاختلافات في الجنس أو العِرق أو الدّين أو الثقافة أو حتى في المستويات الاقتصادية والاجتماعية بل على العكس من ذلك فالتسامح من وجهة نظرنا يعني التعامل الإيجابي مع كل هذه الفروق والاختلافات ودعم القدرة على التعايش السلمي بين الجميع وذلك من أجل إيجاد حاضرٍ مزدهر ومستقبلٍ ناجح في المجتمع العالم فالتسامح في الإمارات يجسد الإدراك الواعي بأن ظاهرة التنوع والتعددية في خصائص السكان إذا ما تم التعامل معها بحكمةٍ وذكاء هي مصدر قوةٍ للمجتمع وأداة مهمة لتحقيق السلام والوفاق والتخلص من الصراعات والنزاعات في المجتمع والعالم كما إن التسامح في الإمارات هو التواصل مع الآخرين واحترام ثقافاتهم ومعتقداتهم وإتاحة المجال أمامهم كي يكونوا نماذج طيبة في التسامح والتعايش السلمي. وأضاف معاليه أن التسامح يتطلب من جميع المقيمين على هذه الأرض الطيبة أن يكون لهم دورٌ مهم في إيصال رسالة الإمارات في التسامح والتعايش إلى العالم كله وأن يكونوا حلقة وصلٍ بين أنشطة وممارسات التسامح في الدولة والأنشطة النظيرة في دول العالم لأن التسامح بهذا المفهوم ليس واجباً أخلاقياً فقط بل هو سلوكٌ قويم وأداة مهمة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود في إطارٍ من الأمن والأمان والتكافل والتضامن وإسهام الجميع في حركة التنمية الشاملة في المجتمع و في إطارٍ من الاعتزاز بالهوية والتمسك بالمبادئ والمعتقدات والارتباط بالتاريخ والتراث والثقة بالنفس والقدرة على التعامل الناجح مع الآخرين . وقال معاليه ان الملتقي الأول للتسامح يتواكب مع الاحتفال بعام زايد الخير ونحن نعتز ونفتخر بأن مؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله ورضوانه قد ترك لنا إرثاً خالداً يؤكد على أن الالتقاء والتعايش بين البشر والاحترام المتبادل بينهم والعمل المشترك والنافع معهم يؤدي دائماً إلى تحقيق الخير والرخاء للجميع حيث ترك لنا الوالد المؤسس دولة ناجحة أصبحت بحمد الله مجالاً طبيعياً للتعايش والتسامح وهي صفات تتجسد أمامنا وبكل وضوح في أعمال وأقوال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ” وفي أعمال وأقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي”رعاه الله” وكذلك في أعمال وأقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وما يتسمون ببه من الحكمة والشجاعة والثقة بالنفس والقدرة على الإنجاز والنظرة الواثقة إلى المستقبل . وأوضح معاليه ان القيادة الرشيدة للإمارات بدءاً مع المغفور له الوالد الشيخ زايد هي العامل المهم فيما نراه في الدولة من تسامح وتعايش ورخاء واستقرار في ربوع الوطن كله معربا عن التقدير والعرفان والاحترام لهم جميعا لحرصهم الدائم على أن تكون الإمارات النموذج والقدوة لدول العالم أجمع في جودة الحياة وفي تمكين جميع السكان من العيش في أمنٍ واستقرار ولثقتهم في وزارة التسامح ولحرصهم على تحقيق النجاح والفاعلية في عملها المهم في خدمة المجتمع والإنسان. ولفت معاليه إلى أن الإنسان والمجتمع هما محور كافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها الوزارة بما لديها من قناعة بأن تنمية قيم التسامح والتعايش تبدأ بالفرد ثم الأسرة ثم المجتمع المحلي ثم الدولة كلها وصولاً إلى علاقاتٍ إيجابية مع العالم كله ولذا لدى الوزارة التزام كامل بالانفتاح الواعي على كافة الأفكار والتجارب الناجحة في العالم إضافة إلى خطط العمل الواضحة للتعاون مع كافة أفراد ومؤسسات المجتمع كي نعمل معاً من أجل رعاية وتنمية قيم التسامح والتعايش ومن أجل تعزيز قيم الإمارات في منع التطرف والتخلص من ظواهر العنصرية والكراهية والعنف والإرهاب . وأشار معالي وزير التسامح إلى أن البرنامج الوطني للتسامح الذي اعتمده مجلس الوزراء في العام الماضي والذي يقوم على خمسة محاور هي تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع المتسامح وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف وإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح بالإضافة إلى الإسهام في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز دور الإمارات كبلدٍ متسامح ..مؤكدا قيام وزارة التسامح بإعداد خطط للعمل في المحاور الخمسة للبرنامج وسوف تكون موضوعات للمناقشة في هذه الملتقيات التي سوف تعقد بصفةٍ دورية مع المختصين والمهتمين بها في الدولة تمهيداً لاعتمادها والسير في تنفيذها. من جانبه قال سعادة الدكتور عمر النعيمي وكيل الوزارة المساعد للاتصال والعلاقات الدولية بوزارة الموارد البشرية والتوطين خلال ملتقى التسامح ” فخورون بان نكون في الوزارة شركاء مع وزارة التسامح في تنفيذ البرنامج الوطني للتسامح وأن شراكتنا تدعم جهود الوزارة في إيجاد بيئة عمل ممكنة للمواطنين وجاذبة للكفاءت من كافة انحاء العالم .. مؤكدا ان قيم التسامح الذي يرسخها برنامج التسامح الوطني تمكن من ايجاد علاقات عمل بين اصحاب العمل وتحفظ حقوق العمال وتمكنهم في بيئة عمل مريحة . وأشار إلى أن سوق العمل الاماراتي استطاع ان يجذب الايدى العاملة من مختلف انحاء العالم ومن أكثر من 200 جنسية لكل المستويات المهارية بسبب قيم التسامح الموجودة في الدولة استطاعوا ان يعيشوا ويتناغموا بما يحقق لهم السعادة والنمو الذاتي والنو الاقتصادي بما يحفظ مصالح اصحاب العمل . وقال سعادة الدكتور مقصود كروز المدير التنفيذي للمركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف إن الملتقى الاول لوزارة التسامح ياتي باعتباره الترجمة العملية والفعلية للبرنامج الوطني للتسامح الذي يعزز تحويل التسامح كونه قيمة ومبدأ إلى فعل وممارسة عملية على المستوى المؤسسي والدور الحكومي وجميع العناصر الذين يقومون بدور الانتاج والابداع والابتكار باعتبار أن التسامح هو الحاضنة الاساسية والترجمة الفعلية لهذا للعطاء . وأكد سعادة عبدالله محمد النعيمي المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالانابة بوزارة التسامح على تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح والموظف وعرض تجارب بعض المؤسسات الحكومية في جانب التسامح مثمنا حضور 120 شخصية قيادية بمختلف المجالات . واستعرضت عائشة التركي مدير إدارة الإحصاءات السكانية والاجتماعية سفيرة التسامح بمركز الإحصاء أبوظبي خطة المركز لتعزيز ونشر قيم التسامح وبرامجه ومشاركاته في الفعاليات الخارجية المعنية بالتسامح وتسليط الضوء على قانون مكافحة التميز والكراهية في دولة الامارات من خلال محاضرات وندوات متنوعة لتعزز التسامح ليكون نموذجا تقتدى به الأجيال القادمة على مر العصور ومفخرة أمام شعوب العالم . من جانبه قدم الرائد الدكتور محمد احمد هزيم السويدي رئيس قسم الشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة عجمان تجربة القيادة العامة لشرطة عجمان من خلال عدد من المبادرات المجتمعية والتي تعتبر من التطبيقات الناجحة شملت مجموعة محاضرات توعية لطلاب المدار لنشر مفهوم التسامح بينهم ومبادرة لا للتميز والكراهية بهدف التوعية بأخطار تجاوز القانون والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير لنشر مفهوم قانون مكافحة التمييز والكراهية لسنة 2015 و التوعية الأمنية بين افراد المجتمع مما يعزز التسامح والسعادة اضافة الى مبادرة العفو عن المقدرة والتي تحث على حل الخلافات الشخصية والمجتمعية بالطرق السلمية. حضر الملتقى عدد كبير من القيادات والمسوؤلين من بينهم معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وسعادة الدكتور فهد مطر النيادي مدير عام الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.