اكد وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أهمية برنامج “فرسان التسامح” الذي يهدف لتمكين وتأهيل الراغبين من جميع أفراد وفئات المجتمع، كي يكونوا طاقة إيجابية تسهم في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشباب والأسر وفي المجتمعات المحلية وفي ربوع الدولة كافة. جاء ذلك خلال احتفالية نظمتها وارة التسامح الإماراتية في فندق جراند حياة أبوظبي أطلق خلالها الشيخ نهيان مباك آل نهيان برنامج “فرسان التسامح” بحضور ممثلي وسائل الإعلام وخبراء البرنامج والمدربين المحليين والعالمين للتسامح، إضافة إلى حضور عفراء الصابري والمدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالإنابة عبد الله النعيمي وقيادات الوزراة. وقدم شرحاً لأهداف البرنامج وآليات تنفيذه، والفئات المستهدفه منه، ودور الوزراة ومؤسسات الدولة والمؤسسات المحلية والمجتمع المدني فيه والبرنامج الزمني لتنفيذه وخطوات تطوره خلال المرحلة المقبلة. وعبر عن سعادته بإطلاق البرنامج ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتسامح الذي يحمل شعار “على نهج زايد” بما يحمله هذا الاسم الكريم من تراث وتاريخ ومواقف، فقد جسد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – بالقول والعمل قيم التسامح والتعايش السلام، وكان حريصا على تنميتها في العالم كحرصه على الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث، موضحا أن هذه الخصائص والصفات هي ذاتها مكونات التسامح والوفاق والتعايش بين البشر، وهي التي سيعمل البرنامج على تأكيدها وتطويرها لدى جميع المشاركين فيه. وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن ” فرسان التسامح” سيتم تنفيذه كأحد مبادرات “المهرجان الوطني للتسامح”، حيث يتم تخريج ثلاث دفعات من الدارسين فيه خلال فترة المهرجان من 9 وحتى 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وسيدرس المشاركون موضوعات محددة منها التسامح في التراث العالمي وفي التراث العربي والإسلامي، إضافة إلى ملامح التسامح في أعمال وفكر مؤسس الدولة – طيب الله ثراه – وأعمال “أم الإمارات”. وأشار إلى أن المشاركين في البرنامج – ويتجاوز عددهم 45 شخصا ًفي دورته الأولى – سيحصلون على ورش عمل ودورات مكثفة تستغرق ثلاثة أيام، إضافة إلى تقديم ورش عمل نظرية وعملية حول التسامح، على أن يتم تقييمهم ومنح الذين استكملوا البرنامج بنجاح شهادات تخرج. وأوضح أن البرنامج يعتمد على عدة اعتبارات مهمة أولها أن نشر قيم التسامح والتعايش لابد أن تبدأ مع الفرد ثم في البيئة المحلية، ثم في الوطن بشكل عام وصولاً إلى العالم أجمع، أما الاعتبار الثاني فهو أن نشر قيم التسامح والتعايش هي مسؤولية المجتمع كله، وثالثها أن الإمارات تحظى بتجربة عالمية ناجحة في التعايش والتسامح تجسدت في أقوال وأعمال مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي كان يؤكد من خلالها أن التسامح والتعايش السلمي هي أدوات مهمة لتحقيق الخير والرخاء للفرد وللمجتمع وللعالم أجمع، أما الاعتبار الرابع فهو الإدراك المتزايد بأهمية تعبئة جهود الجميع من أجل تحقيق الخير والرخاء في المجتمع والعالم، وتوعيتهم بمخاطر الإرهاب والتطرف والتشدد ،ودعم قدراتهم على مواجهة هذه المخاطر بقدرة وثقة وتفاؤل بالمستقبل. وأشار وزير التسامح الإماراتي إلى أن الخطوة التالية من هذه المبادرة تبدأ بانتظام فرسان التسامح في نواد للتسامح تنتشر في جميع ربوع الدولة، تحتضنها الجهات المعنية وهي هيئات محلية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، منوهاً بأن هذه الأندية ستتنافس في أنشطة وفعاليات لتنمية المجتمع ونشر القيم والسلوك الحميد، وتمنح وزارة التسامح جوائز للفائزين منها بصفة دورية لتشجيعها. وأوضح أن وزارة التسامح ستدير البرنامج وفق آلية جديدة تقوم من خلالها بتدريب مدربين من الجهات التي يتم طرح البرنامج فيها، ومن ثم يدربون المشاركين في تلك الجهات وتكون الوزارة مسؤولة عن اعتماد نتائج التدريب ومنح الخريجين شهادة إنجاز البرنامح، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب سيحقق التعاون والعمل المشترك بين الجميع في مشروع سيعزز التلاحم المجتمعي. وعن أهداف البرنامج، قال الشيخ نهيان بن مبارك إن “هناك العديد من الأهداف التي تركز عليها الوزارة على المديين القصير والمتوسط من أهمها جعل التسامح والتعايش مجالاً للإبداع، والمبادرة في ربوع الوطن كله وإدراك آثار ذلك في تحقيق الاستقرار والسلام والتقدم في المجتمع، إضافة إلى ربط الأفراد والمؤسسات بقيم وسلوك التسامح والتعايش التي هي مكونات مهمة في الهوية الوطنية، ومن ثم تعميق الشعور لدى المواطنين بالهوية الوطنية، وتوعية غير المواطنين بعناصرها وتعميق اعتزازهم بالحياة في الإمارات، وإتاحة الفرصة أمام الخريجين من البرنامج للعمل التطوعي والعام ومساعدتهم في أن يكونوا نماذج للمواطنة الصالحة، إضافة إلى الإسهام في تشكيل مناخ عام في الدولة يساعد على تهذيب السلوك ومكافحة الإرهاب والحرص على خدمة المجتمع والتطوع في أعمال معينة”. وأضاف أن “برنامج فرسان التسامح يعد إحدى المبادرات التي تحفز على الابتكار في مجالات التسامح، وتوعية الجميع بالفرص المتاحة أمامهم للمشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع وتحفيزهم على تحمل مسؤولياتهم في تنمية قيم الخير والعطاء، بحيث يتحول التسامح والسلوك الحميد إلى وسيلة لتحقيق القوة والترابط في نسيج المجتمع، والاحتفاء بالمواطنة الصالحة إضافة إلى حماية جميع فئات المجتمع من الأفكار السلبية وتحويلهم إلى طاقة إيجابية في تنمية الوطن”.