افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش اليوم فعاليات المهرجان العالمي ” إشراقات ” والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تحت شعار ” التسامح معرفة ” بحضور أكثر من 1500 شخصية عالمية تضم خبراء ومفكرين وتربويين وأكاديميين ومدرسين وأولياء امور وطلبة المدارس والجامعات من الإمارات والعالم. وانطلق حفل افتتاح المهرجان بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك تبعتها كلمة معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم ثم مداخلات للعدد من الشخصيات العالمية البارزة والذين أشادوا بدعم الإمارات لقيم التسامح والأخوة الإنسانية كما ركز المشاركون على شعار المؤتمر ” التسامح معرفة ” باعتبار المعرفة هي أهم منطلقات التسامح إلى الأجيال الجديدة من طلبة المدارس والجامعات وكذا المدرسين وأولياء الامور. حضر حفل الافتتاح معالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام ومعالي مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع ومعالي الدكتور حنيف حسن رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش وسعادة عبد الله الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وسعادة سيف أحمد السويدي وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين، وسعادة حمد الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع. وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن سعادته بافتتاح فعاليات “إشراقات ” المهرجان المعرفي حول التسامح والتعايش والذي ينطلق عن قناعة أكيدة بأهمية نشر المعرفة والوعي بالحضارات والثقافات والمعتقدات المختلفة، بما يدعم قيم السلام والتفاهم والتعايش، ويسهم في منع التطرف والعنصرية والكراهية ويعمل على مكافحة كافة أشكال التفرقة والتمييز، من أجل أن يكون ذلك أساسا قويا لبناء العلاقات المفيدة بين الجميع، ومدخلا أمينا لتحقيق السلام والوفاق في المجتمع والعالم. وقال معاليه “إنه ليسعدني الترحيب بجميع طلبة المدارس والجامعات المشاركين في هذا المهرجان، مقدرا لهم حماستهم لهذا النشاط المهم الذي يركزون فيه، على تنمية مبادئ وقيم التعارف والحوار والإفادة من آراء وتجارب الآخرين، وبناء العلاقات المثمرة عبر الحدود والثقافات، بالإضافة إلى الحرص على تحقيق الإبداع والإنجاز والتفوق، في مسيرتهم التعليمية، لأن هذه القيم والمبادئ تأتي في موقع الصدارة في مسيرة التقدم والرخاء في الإمارات، والتي أرسى دعائمها المغفور له مؤسس الدولة الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” وإننا في مهرجان إشراقات ، نتشرف بتأكيدنا القوي على المبادئ والأسس، التي وضعها لنا مؤسس الدولة طيب الله ثراه كما نعبر عن افتخارنا ببلدنا الإمارات وبما حباها الله من حكمة قادتها وعظمة شعبها واستقرار نظامها، بل وبما يوفره ذلك لنا من طريق لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم “. وأوضح معاليه أن دولة الإمارات هي دولة التسامح والعدل والمساواة وسيادة القانون وانها تجسد تماما مفاهيم السلام والتعايش في أسمى معانيها حيث نرى حرصها الكبير على أن تقوم العلاقات بين الجميع على الحوار النشط والتفاعل المثمر كي يتعايشوا معا في مودة وسلام وسعي مشترك نحو تحقيق الخير والنماء في ربوع الوطن والعالم كما انها دولة يلتحم فيها الشعب مع القيادة ويلتف الجميع فيها حول مبدأ وطني مهم يؤكد عليه دائماً بالقول والعمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويتمثل في “أن الالتقاء بين البشر والحوار والتسامح والتفاهم والعمل المشترك بينهم هو الطريق إلى عالم يسوده السلام والرخاء والاستقرار ” . وأضاف معاليه أن هذا المهرجان المعرفي إنما يعكس ما تقوم وزارة التسامح والتعايش ووزارة التربية والتعليم من برامج وأنشطه مهمة للاحتفاء بالتسامح والتعايش في مدارس وجامعات الدولة، وما لذلك من دور مهم في إثراء التجربة التعليمية للطالب وفي تنمية شخصيته المتكاملة وتأكيد قدراته على الملاحظة والاكتشاف والأخذ بالمبادرة وفي الوقت نفسه تُعزز لديه الثقة بالنفس والاعتزاز بالوطن والانفتاح على العالم والقدرة على العمل ضمن فريق، بل وتُساعده كذلك على التفوق في عمله ودراساته. وأشار معاليه إلى أن هذا المهرجان المعرفي إنما هو احتفال بالإنجازات المهمة التي تتحقق في قطاع التعليم بالدولة وهو أيضاً احتفال بموقع الدولة المهم في مجالات التسامح والتعايش على مستوى العالم كما أنه احتفال بالارتباط القوي بالجذور الأصيلة لمجتمع الإمارات وبما يتسم به هذا المجتمع من حرص على الأخذ بالمعارف المتطورة وسعي نحو تأكيد كافة المبادئ الإنسانية النبيلة وعلى كل المستويات. وقال معاليه ” إنه مما يبعث على السرور حقا أن هذا المهرجان إنما يؤكد على أن دور النشء والشباب في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش ولا يقتصر فقط على المناقشات النظرية بل يفسح المجال للمشروعات العملية وبرامج التطوع والخدمة العامة ويؤكد على أن هذا الدور المهم إنما يتم تطويره باستمرار من خلال توفير فرص التعليم والتدريب بالإضافة إلى المعارف والموارد التثقيفية الملائمة وذلك في إطار يدفع الطالب إلى التعلم المستمر والبحث عن الأفكار الجديدة والإفادة مما يتيحه العصر من تنوع كبير في الأفكار والخبرات والتصورات بحيث تكون الأجيال الجديدة دائماً ، قادرة على القضاء على أي شعور بالتهميش أو الإحباط أو التراخي بل على عكس ذلك يسعون بكل جهد وطاقة ، إلى عمل الخير ، وإلى تحقيق كل ما وهبه الله لهم من طاقات وإمكانات وإن الحديث عن دور النشء والشباب في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش إنما هو في واقع الأمر حديث عن دورهم في تشكيل المستقبل الاقتصادي والاجتماعي في الدولة والعالم وعن تنمية قدراتهم على التفاعل مع تحديات هذا المستقبل بقدرة وكفاءة وإتقان يسعون دائما إلى بناء العلاقات الممتدة والناجحة مع زملائهم في الداخل والخارج ، حريصون باستمرار على الإسهام في تطوير إنجازات العالم من حولهم. وفي بداية كلمته عبر معالي حسين الحمادي عن سعادته بالمشاركة في مهرجان “إشراقات “هذا الحدث الذي يجسد رؤية القيادة، ونهج الدولة في تعزيز القيم الإنسانية، وفي مقدمتها التسامح لتكون أسلوب حياة في الإمارات والعالم، مثمنا جهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك ودعمه الكبير للتعليم، ونشر بذور المعرفة، والقيم الإنسانية التي تسهم في تماسك نسيج المجتمع. وأوضح معاليه أن “إشراقات ” يناقش دور التعليم في بناء أجيال إنسانية متمسكة بالقيم والأخلاق الفاضلة، التي تنبذ التطرف والتعصب والكراهية، وتدعو إلى التسامح والتعايش والحوار مع الآخر، مؤكدا أن التعاون بين المؤسسة التربوية ووزارة التسامح رائد بكل المقاييس، وهو ما انبثق عنه مبادرة التآخي بين المدارس الحكومية والخاصة، كرؤية الإنسانية تعزز التسامح لدى اجيال المستقبل، في وطن تأسس اتحاده على استشعار ضرورة البناء وتشيد لبنات الوطن على أسس راسخة وقيم فاضلة، حتى يواصل رحلة تميزه وتميز أبنائه. وأضاف معاليه أن المعرفة والقيم الإنسانية، وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن انسلاخ إحداهما عن الأخرى، وإلا فقدت الأمة جوهر بقائها وازدهارها، فصراع الحضارات صراع أخلاقي في جوهره، والبقاء للأمة القادرة على أن تحافظ على أصالة قيمها ومبادئها الإنسانية، لتنطلق بعدها في البحث والعلم واستكشاف عوالم المعرفة، لتأخذ موقعها الريادي والحضاري الممتد والمتجذر في التاريخ، وفي الإمارات هناك وزارة للتسامح وهي الأولى من نوعها في العالم، وفي الإمارات أيضاً تم الإعلان عن وثيقة الأخوة الإنسانية التي احتضنتها أبوظبي، وكذلك منهاج التربية الأخلاقية الذي وجه به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتكون مادة دراسية في جميع مدارس الدولة، كما حرصنا على تضمين منهج الدراسات الوطنية والاجتماعية بالقيم. وأكد معاليه أن كل هذا لم يأت من فراغ بل هو نهج التسامح الذي اختطنته الإمارات منذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” ونرى ثمرته اليوم في هذا الحراك الإنساني العميق، ومجتمع متجانس تسوده قيم إنسانية عليا، رغم تنوعه واختلافاته العرقية والدينية، وتأثير دبلوماسي إماراتي واضح في دعم الجهود العالمية للتآخي والتسامح والانفتاح على الثقافات. وأشار معاليه إلى أنه بعد أيام تنطلق أكبر تظاهرة عالمية حالياً، وهي إكسبو 2020 على أرض الإمارات، وهي منصة سيري من خلالها العالم، قوة الإمارات الكامنة في ثقلها الإنساني، ورؤيتها التنموية والتربوية التي أساسها ريادة المستقبل بأجيال تجمع بين قيم وثقافة متأصلة فيها، وعلم وطموح لا يحده سقف، مؤكدا أن الإمارات تشهد حاليا ميلاد مشروع تنموي واعد، ومرحلة جديدة من التنمية والتطوير والتقدم الإنساني، المتمثل في مشروع الخمسين، وفي خضم استعدادنا لمتطلبات المستقبل، نسعى لصناعة إنسان المستقبل، المتعلم والمهاري، والمتمسك بثوابت الوطن وقيمه وعاداته وهويته، وهذا يعد الضمانة الحقيقية لنجاح خطط التنمية في وطن يعشق التحدي والإنجاز. ومن جانبها قالت الدكتورة روبي باخشي كردي كاتبة وأكاديمية بارزة الحازة على جوائز عديدة لأبحاثها المتخصصة في المجال التربوي، يشرفني أن أتحدث في افتتاح إشراقات حول موضوع حيوي للغاية ، وهو كيفية تدريس القيم الإنسانية في عصر الصورة، مؤكدة أننا بحاجة إلى الحفاظ على الاتصال البشري وتعزيز قيمنا الاصيلة وهنا تأتي أهمية تفعيل دور الذكاء العاطفي لكي نتمكن من التواصل مع بعضنا البعض، حيث نرى كل من حولنا يحمل جهازًا ذكيًا واحدًا على الأقل ، أو جهازًا لوحيًا أو ساعة ذكية، وأود هنا ان أنوه إلى خطورة الإفراط في استعمال هذه التكنولوجيا، وعلينا حماية أطفالنا وتعليمهم الذكاء العاطفي الذي يعد ضرورة في العالم الرقمي الذي نعيشه، وهو ما يمكن أطفالنا من الاستمار الجيد للتكونولجيا والاستفادة من قدراتها في دعم قيمه ومعارفه. وبدورها قال الدكتورة تمبل جراندين البرفسورة بجامعة ولاية كولورادو، في كلمتها ” اننا جميعا في حاجة إلى العمل بشكل أكبر على إنشاء عالم مرن ومتسامح وتقدمي ، فلنعمل جميعًا ونسير معًا حتى نتمكن من خلق حياة إيجابية للجميع في جميع أنحاء العالم ، كل منا في مجال تخصصه، وأنا هنا أرصد مرضى التوحد بصفة خاصة، وأصحاب الهمم بشكل عام وأهمية التعامل الإيجابي معهم واستثمار طاقاتهم وتحفيزهم، وتقبل حالتهم، لأن ذلك بلا شك سيثري المجتمعات والشعوب “. وانطلق المهرجان ببرنامج “فرسان التسامح ” ويستهدف البرنامج طلاب الجامعات لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر لديهم وتفعيل قدراتهم ليكونوا سفراء للتسامح في بيئتهم المحلية من خلال ورشة تفاعلية يتعرفون فيها على المفاتيح الستة للشخصية المتسامحة، ويستمر البرنامج على مدى يومين. ثم “اليوجا لبناء التعاطف، ” وهي جلسة تتعلق برياضة اليوجا الشهيرة والتي تتبع طريقة التنفس والوضعيات الأساسية لربط العقل والجسم معا. وتستحضر القوة والعافية للإنسان كما انها تحفز العافية لدى لآخرين، بالتعازن مع مركز “بودي تري ” كما تخصص جلسة “سلطان يوفر ” للاقتصاد وتقدمها دافني ميرسر تتعلق بمقدمة للمعرفة المالية، وتبدأ الجلسة بعرض يساعد الأطفال على فهم الفرق بين الاحتياجات والرغبات. بعدها سيتم مناقشة أهمية الكسب والادخار والإنفاق والتبرع.وكيف يمكن تعزيز التسامح عندما يتم تطوير الفهم ومعالجة احتياجات الآخرين، في سن مبكرة. ثم جلسة “الحياة ملونة ” وتقدمها الكاتبة والفنانة المصرية نيروز الطنبولي وهي قصة بطريقة برايل لأصحاب الهمم وهم فئة مهمة بالمجتمع، ومن المهم أن تعلم أن تكون أكثر انتباهاً للمكفوفين الذين يمتعون بقدرات هائلة وحساسية مفرصة. ثم يلتقى رواد المهرجان ب “مجلس حكايات ” وتتناول قصة شجرة جدتي وتقدمها الكاتبة صباح ديبي ، تسليط القصة بأسلوب سهل وجذاب الضوء على حقوق الطفل في الامارات وأهمية قانون “وديمة ” في حماية الأطفال ومساعدتهم على تحقيق احلامهم من خلال سرد مدهش ومحبب جدا للأطفال. ثم ينطلق برنامج “الفارس الصغير ” الذي يستهدف البرنامج طلاب المدارس من خلال ورشة تفاعلية يتعرفون فيها على المفاتيح الستة للشخصية المتسامحة. كما سينطلق برنامج “تعلم القبول من خلال التجربة ” حيث تشارك الكاتبة فاطمة شرف الدين كتابها الأكثر مبيعاً “ميلا وغادي وروان ” مع المشاركين، وتناقش تنمية الشخصية من خلال التسامح والقبول والانفتاح على طرق التفكير الأخرى. أما جلسة “من الأرض الي المريخ ” سيتعرف المشاركون على المبادئ العلمية المطبقة في صناعة الصواريخ والطيران. سيشاركون في صنع وتسيير هذه النماذج خلال الجلسة. ثم يلتقى رواد المهرجان مع “استكشاف القصص الإبداعية عن الاختلاف ” وهي جلسة تستهدف الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال في الصفوف 3-5 ، اكتشف كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا في توصيل المشاعر، ويقدمها اخصائي التعلم الاحترافي من Apple مايكل بازيناس