اكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش ان القيم الإنسانية الراقية وفي القلب منها التسامح والتعايش هي الأسس الرئيسية لعالم يعمه السلام والإنجاز، ويحترم فيه الجميع التنوع ، ونجتمع فيه حول القيم الإنسانية المشتركة، ونقدر فيه المصالح المتبادلة ، ويعمل كل منا على مساعدة الآخرين، وكلنا أمل أن تتمكن وزارة التسامح والتعايش من خلق ثقافة عالمية تسمح لنا جميعا بالتعايش معا برغم اختلافاتنا في سلام وتعاون. وقال ان الإمارات قيادة وشعبا لديها تراث ثقافي طويل قائم على احترام الجميع والتعاون معهم، وهو نهج أرجو أن يتعلم منه الشباب احترام الأخرين حتى لو كانوا منتافسين ، واعتماد الأخلاق في سياق التنافس في البطولات ، وتشجيع الزملاء في الفريق ، وإدارة العواطف في سياق أخلاقي يبتعد عن التعصب، وأن نكون لاعبيين ضمن فريق كبير ومتنوع، وان نتقبل الفوز والهزيمة بأمان ، وأن نكون مرنين، وهذه مهارات شخصية قيمة ونراها ضرورية لإدارة حياتنا سواء عبر المسابقات والمنافسات أو غيرها. جاء ذلك عقب حضور معاليه أمس توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التسامح والتعايش الإماراتية والاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، وهو الهيئة العالمية المنظمة للرياضات الإلكترونية حول العالم، لتنظيم أطر التعاون فيما بينهما فيما يتعلق بدعم قيم الحوار والتعايش والأخوة الإنسانية وتعزيز التسامح لدى كافة ممارسي ومنظمي وجمهور الرياضات الإلكترونية، وذلك خلال الملتقى الافتراضي الذي نظمته الوزارة خصيصا للإعلان عن هذا التعاون الذي يفتح أمام الوزارة آفاقا جديدة للوصول بقيم ومفاتيح التسامح والتعايش إلى الجمهور العالمي الذي يمارس ويتابع الرياضات الالكترونية حول العالم، والذي يمثل ما يزيد على ثلث سكان الأرض. وقَّع كلٌّ من سعادة عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح والتعايش وفلاد مارينيسكو رئيس الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية رسميًّا مذكرة التعاون لإرساء التعاون بين الطرفين، حيث وقَّع مارينيسكو على المذكرة -عن بُعد- بمقر الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية في بودابست، فيما وقعتها سعادة عفراء الصابري من مقر الوزارة بأبو ظبي، للتعاون معا في كل ما يتعلق بتعزيز قيم التسامح والتعايش في كافة الأنشطة التي يرعاها الاتحاد. شهد توقيع مذكرة التفاهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الاتحاد العربي للرياضات الالكترونية، والشيخ سلطان بن خليفة بن شخبوط آل نهيان نائب رئيس الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، رئيس الجمعية الإماراتية للرياضات الإلكترونية، وعدد من قيادات الاتحاد ووزارة التسامح والتعايش. كما تم الاتفاق بين وزارة التسامح والتعايش والاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية على إطلاق اللجنة العالمية للتسامح في الرياضات الإلكترونية والتي ستكون تابعة للاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، والعمل على تشكيل مجموعات عمل تهدف إلى التعاون مع الرياضيين واللاعبين والفرق والناشرين وأولياء الأمور والمدارس، والاتحادات الرياضية، لوضع تصور عام وتطوير إستراتيجية أساسية من شأنها تعزيز رسالة التسامح والتعايش. وأوضح معاليه – في الكلمة التي وجهها إلى الحضور بمناسبة التوقيع على مذكرة التعاون- أنه مع ظهور Covid-19، كان على العالم أن يتخذ من الإجراءات ما عرف بالتباعد الاجتماعي من خلال إنشاء مسافات فيما بيننا لتقليل انتشار الفيروس، وكان على العالم أن يستغل القدرات التكنولوجية الفائقة لتحقيق التواصل، مشيدا بأعضاء الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية باعتبارهم روادا في مجال التواصل الافتراضي والذي هو من أسس الرياضات الالكترونية ، وأن لديهم خبرات كبيرة في هذا المجال،جعلتهم قادة ورواد في عوالمهم على الإنترنت، ولديهم القدرة على تشكيل تلك العوالم، وتفعيل قدرات الجمهور من خلالها، ليس فقط في أنشطة الاتحاد ، ولكن في كل تواجد لهم عبر الإنترنت، موجها الدعوة إليهم للانضام إلى وزارة التسامح والتعايش ليصبحوا من دعاة التسامح والتعايش عبر الإنترنت وفي العالم الحقيقي. وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن الهدف الرئيسي من مد جسور التعاون مع الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، وتوقيع مذكرة تفاهم معه هو فتح آفاق جديدة للوصول بقيم التعايش والأخوة الإنسانية إلى العالمية من خلال لاعبي وجمهور الرياضات الإلكترونية الذي يقدر بالملايين حول العالم، وتعزيز المفاتيح الرئيسية للشخصية المتسامحة كالتعاطف والتعارف والحوار والعمل بروح الفريق ونبذ التطرف والعنف والتنمر في نفوس اللاعبين والجمهور وممارسى هذه الألعاب والرياضات حول العالم، من أجل عالم يؤمن بالتسامح والتعايش كمنهج حياة للبشرية، مؤكدا أن إنشاء لجنة تكون مهمتها وضع السياسات والأطر العامة والإشراف على انتاج محتوى معرفي للتسامح يناسب هذه النوعية من الجمهور العالمي، وتنظيم دورات تدريبية –عن بعد – يجتازها اللاعبون المشاركون في الاتحاد وتكون شرطا رئيسية من شروط الاشتراك في البطولات وعضوية الاتحاد، هي من أهم أولويات الوزارة والاتحاد خلال المرحلة المقبلة. وأضاف أن الانفتاح على الرياضات الالكترونية يفتح آفاقا جديدة للوصول بالقيم الإماراتية الأصيلة المتعلقة بالتسامح والأخوة الإنسانية والتي غرسها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان – طيب الله ثراه- إلى العالمية من خلال جمهور هذه الرياضات المنتشر في أكثر من 72 دولة حول العالم، واكتساب قيم التسامح والتعايش لمساحة جديدة من خلال وجودها في البطولات العالمية التي تحظى بجماهيرية ضخمة ونبه معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن تأسيس لجنة تسامح عالمية في الرياضة الإلكترونية هو بداية رائعة للتعاون بين الجانبين مؤكدا أن آليات العمل بين الجانبين يؤسس لها الميثاق الأوليمبي وإعلان أبوظبي للأخوة الإنسانية وقواعدهما العامة، والتي تضمن للجميع التمتع بالحقوق والحريات التي ينص عليها الميثاق الأوليمبي دون تميير من أي نوع من التمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو التوجه الجنسي، أو اللغة، أو الدين، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الميلاد، أو غيرها، إضافة إلى وضع مبادئ للأخوة الإنسانية التي ضمها إعلان أبو ظبي كقاعدة عامة محددة للتعاون المستقبلي، وما يمكن أن يضمه هذا التعاون من أنشطة وبرامج ومباردات، والمشروعات لتعزيز التسامح في الرياضات والألعاب الإلكترونية حول العالم. وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك عن أمله بأن تعمل الوزارة والاتحاد العالمي للرياضات اللكترونية على ربط المواقع الإلكترونية، بروابط شعار كل منهما على مواقع الآخر لتتاح لجمهور كل منهما الاطلاع على أنشطة الآخر، وأن ينشئ كل منهما فريق عمل، تكون مهمته دعم أطر التعاون وتنفيذ المشاريع والأهداف والإجراءات في كل حالة على حدة واختتم معاليه بتوجيه الشكر لاصحاب السمو والمعالي والسعادة المشاركين في حفل التوقيع مؤكدا أن دعمهم لتعزيز التسامح والتعايش في العالم يعزز دور الوزارة جهودها، وأن لديه أمل كبير في أن يحقق هذا التعاون النجاح المأمول، على ان تتعلق الخطوة التالية بتشكيل لجنة للتسامح والتعايش في الرياضات الإلكترونية لوضع خطط محددة حول كيفية العمل معًا. من جانبه قال فلاد مارينيسكو رئيس الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية ” إن الاتحاد يعمل دائمًا بجِد لتعزيز الروح الرياضية الحقيقية للرياضات الإلكترونية بصرف النظر عن الجنس، والعِرق، والدين، والحدود الثقافية معربا عن سعادته بالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش. وأكد مارينيسكو ترحيبه بمشاركة الجميع في تشكيل اللجنة العالمية للتسامح ووضع الأطر التنظيمية لها وتحديد آليات عملها، ورسالتها، معبرا عن سعادته بانضمام وزارة التسامح والتعايش إلى الاتحاد في إطار سعي الجميع إلى تحقيق السلام والتناغم المجتمعي واحترام الاختلاف، والايمان بقيم التعايش والأخوة الإنسانية، من واقع الإيمان بأننا جميعًا عائلة واحدة ومتحدة في الرياضات الإلكترونية.