أكد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي أن دولة الإمارات تشهد حالة تسامح متفردة الأبعاد والمفاهيم جعلتها نموذجا تفتخر به الإنسانية ومحط اهتمام العالم في ظل ما يواجهه من أزمات وحروب انعكست سلباً على البشرية. وقال سموه إن التسامح الذي يعيشه كل من يقيم على أرض الإمارات أساسه القيم النبيلة والمعاني الصادقة التي رسخها الوالد القائد الشيخ زايد “طيّب الله ثراه” الذي كانت له حكمة بالغة وايمان خالص بأن التسامح يصنع أمة متحضرة راقية الفكر والثقافة ومجتمعاً محباً ومسالماً يعيش حياة سعيدة ومطمئنة. جاء ذلك خلال استضافة سموه سعادة تركي بن عبدالله الدخيل سفير المملكة العربية السعودية في الدولة بمجلس “عمّار بن حميد” الأول الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بعنوان ” التسامح زينة الدنيا والدين” بحضور سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين وعدد من أصحاب المعالي والسعادة والخبراء المختصين.. وأدار الحوار الدكتور علي سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. وأشاد سموه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في إعلان عام 2019 عاما للتسامح لنشر رسالة سامية تدعو العالم للمحبة والتآخي حيث يعد إعلان عام التسامح إعلانا لمنظومة عمل إنسانية مستدامة تبعها سلسلة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تطبيق مبادئ التسامح والانفتاح على الثقافات المختلفة بما يضمن لنا ولأجالينا القادمة حياة مزدهرة ومتحضرة. كما أشاد سمو الشيخ عمار بجهود وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بتشكيل اللجنة الوطنية العليا لـ”عام التسامح” التي تعمل على ترسيخ قيم التسامح في المجتمع وتعميم النموذج الإماراتي في التسامح عالميا وتنفيذ مجموعة من المبادرات والبرامج التي تدعم مكانة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح تحتضن أكثر من 200 جنسية تحظى جميعها بحياة كريمة وتجمهم مشاعر التآخي والسلام واستعرض سعادة تركي الدخيل خلال المجلس التطور التاريخي لمفهوم التسامح وارتباطه بالعلوم الإنسانية التي تركت بصمة وضحة في حياتنا.. وأوضح الدخيل أن مفهوم التسامح أعظم من أن يتم تعريفه فهو مفهوم إنساني واسع وعميق مبني على تقدير واحترام الآخرين على اختلاف أجناسهم ودياناتهم وتقبل التنوع في الآراء والأفكار حيث عجزت التعريفات السابقة على صياغة وصف دقيق يعكس القيم التي يحملها التسامح والأبعاد التي يصلها تأثيره. وقال إن التنوع الذي تشهده مدن العالم اليوم يعكس جمال التعايش والوئام بين الناس فالمدينة اليوم لم تعد تعيش في نمط واحد بديانة واحدة بل أصبحت غالبية المدن في العالم عبارة عن مدينة عالمية تحتضن مختلف الديانات والجنسيات والأفكار مما يستوجب علينا استيعاب فكرة التسامح والايمان بها وتطبيقها قولاً وعملاً حتى نصل لغاياتنا وأهدافنا الإنسانية السامية دون الرجوع إلى عرق أو لون أو ديانة وأن سر تقدم الأمم ونهضتها يعود لاختلافها وتنوعها وتقبل هذا الاختلاف بإيجابية. وأشاد الدخيل بجهود دولة الإمارات في دعم وتعزيز التسامح وتبني مفاهيمه على الإطار الواسع حيث يشهد تاريخ الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جهود الدولة في تبني مبادرات دولية تعزز قيم التسامح واليوم أصبح التسامح في دولة الإمارات أحد الملفات الحكومية الهامة التي صممت له العديد من البرامج والمبادرات لترسيخ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري وكل مظاهر التمييز بين الناس وخصصت الدولة وزيرا للتسامح وهو منصب تم استحداثه في التشكيل الوزاري للحكومة واعتماد البرنامج الوطني للتسامح بهدف إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال واحترام الآخر ونشر قيم السلام والتعايش وإطلاق “المعهد الدولي للتسامح” و”جمعية الإمارات للتسامح والتعايش السلمي” وإنشاء مركز تدريبي داخل الجمعية بغرض تدريب وتأهيل العاملين في نشر ثقافة التسامح والحوار. وأكد الدخيل في نهاية المجلس بأن التسامح ضرورة حتمية لاستمرار الحياة البشرية على الأرض فلولا التسامح لما استمر العرق الإنساني وأنه مطلب تتحقق به مصالح الأفراد والمجتمعات ككل وبه تنهض الأمم وتتطور