أطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش التحالف العالمي للتسامح وذلك خلال افتتاح الفعاليات الدولية الخاصة بالمهرجان الوطني للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش في إكسبو 2020 دبي. كما افتتح معاليه القمة العالمية المشتركة للأديان بحضور قيادات دولية بارزة من الأمم المتحدة والفاتيكان والأزهر الشريف وقادة الأديان والشرائع المختلفة ومفكرين بارزين من مختلف دول العالم إضافة إلى ممثلين لعدد من المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أهمية القمة العالمية المشتركة للأديان ودروها الملهم في مضاعفة الجهود والطاقة من أجل عالم يعمه التسامح والسلام وهو أمر حيوي للغاية مع تأكيدها على أهمية الحوار بين أشخاص من ثقافات متنوعة مع الإدراك الكامل بأن الكلمات والمناقشة المشتركة تربط بيننا أكثر وأكثر. وأشار معاليه إلى أن العوامل المشتركة بين كافة العقائد والديانات كثيرة ويمكن البناء عليها فنجد في جميع الديانات تأكيدا على احترام الحياة الإنسانية والرغبة في السلام والأمن وأوامر بتقدير بعضنا البعض كأفراد ذوي قيمة بما يرشد أتباع هذه الديانات لعيش الحياة التي يستحقونها. حضر الافتتاح إلى جانب معاليه قيادات دولية بارزة من الأمم المتحدة والفاتيكان والأزهر الشريف وقادة الأديان والشرائع المختلفة ومفكرين بارزين من مختلف دول العالم إضافة إلى ممثلين لعدد من المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة. وضمت الفعاليات الدولية التي افتتاحها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى جانب التحالف العالمي للتسامح وافتتاح مؤتمر الأديان تنظيم حفل كورال التسامح الذي ضم “جوقة ” يغني بها أكثر من 150 جنسية مختلفة اغنية للتسامح والمحبة والسلام من اجل شعوب العالم. كما تم إطلاق المنتدى الدولي للشباب والذي حظي بحضور بارز من مختلف المؤسسات والقيادات الشبابية حول العالم وقدموا رؤيتهم من اجل مستقبل التسامح العالمي من أجل الإنسانية و كذلك نظم المهرجان جلسة “التسامح والشمولية ” بإكسبو 2020 التي قدمت رؤية إنسانية لتعزيز قيم التسامح والتعايش من أجل بيئة اقتصادية ناجحة يسهم فيها الجميع بصرف النظر عن اختلافاتهم. وفي كلمته إلى القمة قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.. ” تتشرف وزارة التسامح والتعايش بتنظيم اللقاء المشترك بين الأديان كجزء من أسبوع التسامح والشمول في إكسبو 2020 دبي “. وأضاف إن رؤية القيادات الدينية والفكرية من كافة انحاء العالم هنا معا يعزز من أمالنا تجاه مستقبل هذا العالم ونحن سعداء للغاية باستضافة هذا الحدث الذي يجمع بين العلماء ورجال الدين والمفكرين من أجل تعزيز الحوار والعمل المشترك بين الأديان ولا يسعنا إلا أن نشكر شركائنا الذين ساعدونا في تنظيم هذا اللقاء ومنهم إكسبو 2020 دبي ومنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2021 والجناح الإيطالي في إكسبو 2020 دبي واللجنة العليا للأخوة الإنسانية. وقال معاليه.. ” إننا نسعى دائما في الإمارات إلى العمل على تعزيز ونشر قيم السلام والتسامح والتفاهم والاستقرار في العالم ونذكر هنا بعضا من ثمار هذه الجهود عندما قام قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بقبول دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لزيارة دولة الإمارات وإصدرا وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية “. وأوضح معاليه أن الدعوة الكريمة لهذه الوثيقة جاءت من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جاءت من قلب قائد اتخذ التسامح دربا على خطى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي آمن دائمًا بأن التسامح والتراحم والحوار من العوامل الأساسية التي تساعد في تمكين التفاهم والسلام. وأشار إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه كان يُرحب دائمًا في الإمارات برجال ونساء تتميز شخصياتهم بالأخلاق القويمة، بغض النظر عن جنسياتهم والدين والثقافة والعرق أو الحالة الاقتصادية. نقل المغفور له الشيخ زايد تلك الحكمة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي مكنتنا طاقته ورؤيته والتزامه بالتسامح والسلام من أن نُقدر جميعًا الدور الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة العالمية، وبفضل توجيهات سموه وقيادته الحكيمة أصبحت الإمارات منارة للتسامح والتعاون في عالم يتسم بتصاعد التوترات والانقسامات المتزايدة “. وأشار معاليه إلى أن الإمارات مجتمع يتطلع إلى مستقبل قوامه التسامح والتراحم والأخوة الإنسانية والحب الإلهي حيث يتحدث كل منا مع الآخر، ويتعلم كل منا من الآخر، ويعمل الجميع معًا في سلام وبطريقة مثمرة، ويظهر دائما قناعة وقدرة على جعل الأمل والتفاؤل ملمحًا رئيسيًا للعلاقات الثقافية والدينية، بدلًا من الشك وانعدام الثقة اللذين شابا طبيعة تلك العلاقات لمدة طويلة. وأكد معاليه يقينه بأن الاستراتيجية الوحيدة التي ستحد من الصراعات الناشئة عن الاختلافات الثقافية أو الدينية، تتمثل في العمل من أجل إيجاد أرضية مشتركة يجتمع عليها الناس من جميع الدول والثقافات والعقائد وسيُصبح إيجاد تلك الأرضية المشتركة ممكنًا عندما يتعرف بعضنا على بعض ويحترم كل منا الآخر بوصفنا أفرادًا متساوين في السعي إلى تعزيز السلام والوئام في العالم. وقال ” إننا نُؤمن دوما أننا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى الابتعاد عن الارتياب والخوف والاتجاه إلى الثقة المتبادلة وقبول الآخر، ولهذا السبب تحمل النقاشات التي ستجري في هذا اللقاء أهمية خاصة في عام 2021 ففي عالمنا اليوم، يرتكب كثير من الناس وخاصة الشباب باسم العقيدة الدينية أعمالا متعصبة وعنيفة في أرجاء العالم، ونحن المسلمون نُدرك تمامًا أن أعمال العنف التي تُرتكب باسم الإسلام لا تستند إلى أي مسوغ ديني، فالإسلام دين السلام والتسامح، لذا فإن حرمة النفس البشرية ذات معنى خاص للغاية بالنسبة لنا، ويُوحدنا هذا الإيمان بالوئام والأخوة بين البشر مع أشخاص من ديانات وعقائد أخرى، فمهما كانت اختلافاتنا، سيقودنا التفاهم -لا العنف- إلى تحقيق السلام “. وأضاف معاليه أنه على يقين أن النقاشات التي ستجري في هذا الموقع الرائع في إكسبو 2020 دبي هي أمر صائب للغاية مثمنا جهود القائمين على إكسبو 2020 دبي لتيسيرهم هذا المؤتمر حيث اتاح إكسبو الفرصة للجميع للتعرف على الآخرين والتبادل الثقافي ومعايشة الأخوة الإنسانية على أرض الواقع والتعاون والتعهدات المشتركة كما ساعد إكسبو على توعية الرأي العام وصناع السياسات. وعبر عن أمله بأن يساعد ذلك الشعوب حول العالم على مقاومة الكراهية وانعدام الثقة والمواقف النمطية، ويُشجعهم على احترام الأشخاص الآخرين الذين ينتمون إلى معتقدات أخرى والعيش معًا في سلام ووئام. ووجه معاليه حديثه للحضور قائلا ” تخيلوا معي أننا نعيش في عالم تتشارك فيه كل لجنة ومؤسسة وحزب وطائفة ودين وحكومة أهدافًا ترمي إلى ضمان الأمان والسعادة والعيش المنتج والمزدهر للجميع، لا شك في أن ذلك العالم سيكون على الأرجح بلا حروب، والاهم أننا سنراه متحدًا على فضائل العدالة والمساوة والتسامح والأخوة بين البشر رجالًا ونساءً والرخاء، وتلك هي الفضائل التي أتت بكم إلى هنا في هذا المؤتمر الذي يُشجع على العمل المشترك والحوار بين الأديان “. وأوضح معاليه أن مبادئ مثل اتحاد أشخاص ينتمون إلى ديانات مختلفة، وإيجاد أرضية مشتركة بين الأشخاص المنتمين إلى تقاليد ثقافية مختلفة، والاستفادة من القيم الأساسية المشتركة، بين جميع الأديان يجب أن تقود الشعوب في كل مكان، للعمل معًا من أجل العيش في عالم يتميز بالتفاهم المتبادل، عالم يُعلي من قيمة التسامح والتعاطف والعدالة -عالم بلا تطرف أو عنف أو كراهية – عالم يعم فيه السلام والرخاء والأمان، ومستقبل أفضل لجميع البشر، ذلك العالم الذي نرى فيه أنفسنا ونحن نعيش ونعمل في مجتمعات أخلاقية، حيث ستشجعنا ممارسة التسامح والأخوة الإنسانية على أرض الواقع على التحاور مع الغرباء وستؤدي إلى الوصول إلى فهم مستنير لهويات البشر والاختلافات بينهم، وستساعد في حل كثير من التحديات العالمية الكبيرة التي يواجهها العالم، ولدي إيمان راسخ بأن التسامح والأخوة الإنسانية سيقدمان العون في إدراك الواجبات الأخلاقية لتحسين صحة الأفراد وأمنهم والتعامل مع المشكلات البيئية المهمة، وحل الصراعات والخلافات السياسية والمساعدة في تحسين مستوى التعليم والتشجيع على الابتكار، بما يمكن جميع المواطنين من المساهمة في بناءً اقتصاد قائم على المعرفة. وأضاف معاليه إن المهمة التي أتمنى أن يلتزم بها هذا المؤتمر تتمثل في تقديم المساعدة لصنع موجة قوية من الدعم لقيم التسامح والأخوة الإنسانية والعمل المشترك بين الأديان في جميع أنحاء العالم، حيث يمنحنا القرن الحادي والعشرين مع كل التحديات المرتبطة به الفرصة للحوار والعمل المشترك بين الأديان ونحن نعتمد عليكم في ابتكار أساليب جديدة والتطبيق العملي لتدابير جديدة تضمن جمع البشر في هذا العالم معًا بوصفهم أفرادًا ضمن عائلة بشرية واحدة. من جانبه قال معالي ميغيل أنخيل موراتينوس الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إنه من الأهمية بمكان أن يؤمن العالم بدوله وحكوماته وشعوبه بقيمة التعددية وأهميتها باعتبارها ثراء للفكر الإنساني والحضارة الإنسانية، وليست معوقا أمام أي تعاون مستقبلي، داعيا إلى تغليب التعاون والحوار.. أما سعادة مارينا سيريني نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي فتحدثت إلى القمة العالمية المشتركة للأديان حول الأساليب والطرق المتنوعة لتعزيز الأخوة الإنسانية لدى كافة الأمم والشعوب وذلك من خلال خلق مناخ دولي يسمح بالتعاون العالمي في مختلف المجالات وتعميق ثقافة الحوار بين الأديان من أجل مستقبل أفضل للإنسانية. فيما تناولت كلمة فضيلة الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف إلى القمة العالمية المشتركة للأديان العلاقة بين الإيمان والإنسانية مع إشارة إلى مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019، وفتحت الأبواب لتنظم العلاقات بين أتباع الأديان والعقائد، بما يضمن الكرامة الإنسانية ولا يقضي على الهويات، وأن العالم حاليا في أمس الحاجة إلى مبادرات حقيقية وجهود صادقة لمواجهة التطرف الديني والفكري، الذي يهدد العلاقات بين الأمم ويغذي نظريات الصراع. أما قداسة سوامي براهمافيهارداس الزعيم الديني لمندير بابس الهندوسي -أبو ظبي فتناولت كلمته إلى القمة العالمية للأديان، أهمية تمكين التواصل العالمي من خلال الحوار والتفاهم بين الأديان، ودوره في تعزيز القيم الإنسانية، ودعم السلام والأمن الدوليين، من خلال البحث عن المشتركات وتغليب التعاون ومواجهة التعصب. من جانبه قام الإمام يحيى سيرجيو ياهي بالافتشيني، رئيس الطائفة الإسلامية الإيطالية، وسفير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري بطرح أحد أهم القضايا الحيوية على مائدة القمة، وهو أهمية إيجاد مساحات للعلاقات المشتركة بين الأديان، كما طرح السردية السلمية للإسلام. بينما تطرقت كلمة سوريندر سينغ كاندهاري رئيس مجلس إدارة معبد جورو ناناك دربار للسيخ بدبي إلى تجربة الإمارات كمنارة للتسامح والتفاهم والحوار بين الأديان، وأهمية أن تكون مثالا إيجابيا تستفيد منه التحارب العالمية المعاصرة.