أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن إنشاء وزارة التسامح في الإمارات كان بمثابة إعلان واضح موجه إلى الداخل وإلى العالم أيضا، بأن التسامح والتعايش في الدولة هما أحد أسس بناء الدولة التي لابد من رعايتها، وأنها أساسية للعيش المستقر لكافة المجتمعات، وأن نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هو عماد عمل الوزارة والذي تقدمه الإمارات للعالم كتجربة ملهمة. وأوضح معاليه أنه يقع على الوزارة دور مهم في نشر ثقافة التعايش والتسامح محليا وعالميا، وعليها مسؤولية كبرى في تعريف العالم بقيم الحضارة العربية الإسلامية، وأن تشرح للعالم أن الإمارات هي امتداد ناجح لما اتسمت به المجتمعات الإسلامية عبر العصور من تنوع في الأجناس والأعراق، وأن عبقريتها جعلت من هذا التنوع قوة خلاقة وإيجابية، منبها إلى ان للوزارة دور مهم في المسيرة الناجحة للإمارات التي تؤكد على ان للتسامح مكانة حيوية في علاقات الدولة مع دول العالم ، كما أنه جانب أساسي من القوة الناعمة للإمارات في العالم. جاء ذلك في الكلمة التي وجهها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى منتدى الجهود الدولية للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح على هامش المهرجان الوطني للتسامح والذي يحمل شعار “على نهج زايد”، وذلك بحضور مسؤولين ومفكرين من عدة دول أوروبية وآسيوية وأمريكية وعربية منها الهند وباكستان وانجلترا وكندا واستراليا وأورجواي ولبنان، وإيطاليا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف المنتدى إلى إعداد ورقة عمل تتضمن الخطوط العريضة لاستراتيجية دولية لتعزيز التسامح على الصعيد العالمي، ومناقشة قضايا التسامح المختلفة ورفع الوعي وتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتعاون الدولي، مع نبذ العنف والتطرف والكراهية والتعصب والتمييز، وتوفير حلول مبتكرة ومبدعة لنشر الوعي عن التسامح بين شباب العالم. وقال معالي وزير التسامح – خلال افتتاح المنتدى – إن مسيرة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وجهوده المخلصة لإرساء قيم التعايش السلمي واحترام الآخر على المستوى الدولي من خلال لقائه مع القيادات السياسية والدينية المؤثرة حول العالم لنزع فتيل الازمات والبحث دائما عن حلول سلمية تعلي من قيم التعايش وتنبذ العنف وتحجمه، تمثل دليلا واضحا على المكانة الرائدة للإمارات كدولة داعمة لقيم التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان، وسعيها الدائم لبناء عالم عادل ومنصف وغير متحيز للون أو عرق، لذا حرصت وزارة التسامح على تنظيم المعرض الدائم بالتعاون مع الأرشيف الوطني في حديقة ام الإمارات الذي يضم لوحات تؤرخ لتك المواقف واللقاءات. وأشار معاليه إلى ان الواقع يؤكد أن الإمارات تعتبر مثالاً ملهما للتسامح والتعايش، فهي تحتضن أكثر من 200 جنسية يتعايشون فيما بينهم بسلام، كما تتبنى سياسة الانفتاح تجاه العالم، وتمتلك مجتمعا مرحّبا يركز على القيم الأساسية التي تشترك فيها جميع الأديان والثقافات. وأوضح معاليه ان الهدف الاستراتيجي من كافة هذه المنتديات والفعاليات الكبرى يتمثل في نشر مبادئ التسامح والتعايش، وتشجيع الجميع على الإسهام النشط محليا وعالميا في تعزيز هذه المبادئ، دون تشدد أو تعصب أو تطرف أو كراهية، بما يحقق التواصل الإيجابي والتعاون بين الجميع لما فيه مصلحة الجميع، مؤكدا أن التسامح في الإمارات لايعني إزالة الفروق والاختلافات بين البشر، بل إنه يعني التعامل الإيجابي مع الآخرين ودعم القدرة على التعايش السلمي بين الجميع. ونبه معاليه إلى أهمية دعم الحق العالمي للجميع في التمسك بسمات التسامح في كافة المجتمعات، وتشجيع أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات المحلية والدولية، مؤكدا أن الإمارات لديها سمعة عالمية رائعة فيما يتعلق بالقوة الناعمة التي أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتسير على نهجه قيادتنا الرشيدة، والتي تؤكد دائما وفي كافة المحافل الدولية على أهمية إعداد استراتيجية دولية شاملة لتعزيز التسامح على الصعيد العالمي. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك إن صفات التسامح والتعايش تتجسد وبكل وضوح في أعمال وأقوال قادة الدولة، وتقدم معاليه بفائق الشكر والاحترام إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة . واختتم معاليه كلمته إلى المشاركين في منتدى الجهود الدولية للتسامح بالتأكيد على سعي وزارة التسامح إلى لعب دور بارز في مجال تعزيز قيم التسامح والتعايس السلام العالمي، معبرا معاليه عن تقديره لكافة المشاركين والمتحدثين الدوليين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة واعتزازه بمشاركتهم بالأفكار المبتكرة، والرؤى الواضحة لوضع الخطوط العريضة لخطط استراتيجية عالمية للتسامح، تضع في اعتبارها كافة التفاصيل والمتغيرات، ويمكن ان يتعاون الجميع في تنفيذها لصالح المجموعة الدولية والانسان في كل مكان على هذا الكوكب. وفي ختام الجلسة الثانية احتفى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والمشاركون في المنتدى بميلاد الخبيرة البريطانية كارين ارمسترونج مؤسسة ميثاق التراحم والتعاطف. وعلى صعيد المهرجان الوطني للتسامح فقد حفلت فعالياته التي تنظمها وزارة التسامح بحديقة ام الإمارات في أبوظبي بأنشطة كثيفة كان ابرزها انشطة القيادة العامة لشرطة أبو ظبي، ووزارة الداخلية حيث زار وفد من وزارة الداخلية المهرجان أمس يتقدمهم العقيد محمد بطي الشامسي مدير العلاقات العامة بالوزارة، وذلك خلال الفترة الصباحية والتقى بطلاب المدارس المشاركين في الفعاليات وقدم لهم الهدايا والأدوات التوعوية المختلفة وشاركهم انشطتهم بالرسم والبرامج الترفيهية المختلفة، حيث أشاد العقيد الشامسي بدور المهرجان واهدافه مؤكدا على اهمية تعاون الجميع لدعم هذه الأنشطة الهادفة والمهمة للأجيال القادمة. كما حظيت الفترة المسائية للمهرجان الوطني للتسامح بإقبال جماهيري لافت لمتابعة أوبريت “طريق الحرير” الذي قدمته فرقة أورنينا على المسرح الكبير للمهرجان واستلهم العمل الفني قصة طريق الحرير ليبرهن على اهمية التعاون بين كافة شعوب ودول العالم لما فيه صالح الجميع، وهي بلا شك الرسالة الأساسية للمهرجان، حيث لاقى العمل أصداء إيجابية من الجمهور وحظي بحضور سعادة عفراء الصابري من مكتب وزير التسامح وعبدالله النعيمي المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح وياسر القرقاوي المدير التنفيذي للمهرجان. وأشاد عبدالله النعيمي بكافة الشركاء الذي اسهموا بجود كبيرة مع وزارة التسامح لإنجاح المهرجان الوطني للتسامح معبرا عن تقديره لزيارة وفد وزارة الداخلية لفعاليات المهرجان والتي كان لها أبلغ الأثر في نفوس الطلاب المشاركين في الأنشطة، مؤكدا أن المهرجان استطاع أن يقدم حالة وطنية وتوعوية فريدة، للأفراد والأسر والشباب وكافة فئات المجتمع، وان الإقبال الكبير عليه على مدى أيام الفعاليات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإمارات هي أرض التسامح ومهد التعايش السلمي وقبول الآخر. وأضاف النعيمي أن الأنشطة مستمرة حتى مساء الجمعة المقبل وأن جدول الفعاليات متجدد دائما سواء بالنسبة للعروض الفنية او الانشطة الترفيهية والتوعوية، مجددا الدعوة للجميع للمشاركة في كافة الانشطة. وأشاد النعيمي بالدور البارز الذي قامت به المجالس التنفيذية لكافة إمارات الدولة التي نقلت الاحتفالات بالمهرجان الوطني للتسامح إلى كل مناطق الإمارات، كما أثنى على التعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم حيث استطاع أكثر من 3000 من طلاب المدارس الاستمتاع بانشطة المهرجان خلال الفترة السابقة وما زال العدد في ازدياد موضحا ان إدارة المهرجان حريصة على اتاحة الفرصة للمدارس الحكومية والخاصة بالتساوي لتصل رسالة المهرجان إلى الجميع.