تنطلق غدا “الاثنين” القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية تحت شعار ” مُتحدون بإنسانيتنا المشتركة”، التي تنظيمها وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين، على مدى يومين، برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وعدد كبير من الشخصيات العربية والعالمية البارزة، والقادة الدينين من مختلف دول العالم، وذلك ضمن الفعاليات الدولية الكبرى لمهرجان الأخوة الإنسانية، الذي يقام في إطار احتفالات الإمارات باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
وتركز القمة على بحث كافة الموضوعات المتعلقة بتفعيل دور التحالف العالمي للتسامح، لكي تتحول أفكاره إلى مبادرات وبرامج يمكن لمختلف الأمم والشعوب الاستفادة منها لتطوير علاقات قائمة على الحوار والتعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع كقيمة مضافة لثراء المجتمعات، كما ستركز القمة التي يشارك بها ممثلون عن الفاتيكان والأزهر الشريف على أربعة موضوعات رئيسية هي، الإيمان والتنوع والسلام والكوكب، حيث تناقش القمة عددا من المشروعات المتعلقة بهذه المحاور الأربعة وطرق تنفيذها.
وقالت سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش.. إن القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية تركز هذا العام على الاحتفاء بجهود الدولة في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية عالميا ومحليا، وتطبيقا لرؤية القيادة الرشيدة في إعلاء قيم التسامح والأخوة الإنسانية والتوعية بثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث تعد الوثيقة واحدة من أهم الوثائق في مسيرة البشرية، لأنها تؤسس للعيش المشترك بسلام وأمان، ولا يخفى على أحد الدور المحوري للإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في هذا المنجز العالمي، فالإمارات تسعى دائما لكل ما فيه صالح البشرية في كل مكان، وتجسد سعيها الدائم بأفعال على أرض الواقع.
وأوضحت الصابري أن القمة ستبدأ يومها الأول بكلمة افتتاحية يلقيها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ثم يتحدث نيافة المطران الدكتور بيرترام ماير أسقف اوغسبورغ، ويتناول قضية الأخوة الإنسانية من منظور عالمي، من واقع ما قدمته وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية من مبادئ وقيم مهمة للجميع، كما يلقي سعادة محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين كلمته حول الإسلام والسلام.
وأشارت إلى أن الجلسة الرئيسية الثانية ستتناول القيم المحاور الأربعة للقمة ويتحدث فيها السيد كايلاش ساتيارثي المصلح الاجتماعي الحائز على جائزة نوبل للسلام، والدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الطلاب الوافدين، والبروفيسور إياد أبو غالي مدير مبادرة الإيمان من أجل الأرض، والسيد جواد الخوئي الأمين العام لمعهد الإمام الخوئي، وأستاذ كرسي اليونسكو لتطوير دراسات الحوار بين الأديان.
وأضافت الصابري أن القمة سيتحدث في جلساتها المختلفة أكثر من 30 متحدثا من الشخصيات الدولية البارزة والقيادات الدينية حول العالم تضم جلستين رئيسيتين، واربع جلسات فرعية على مدى يومين، وتركز على أربع قيم أساسية ومهمة للبشرية في هذه المرحلة، وتركز جلسة “الإيمان” على دعوة قادة الأديان في العالم للتأكيد على أن عقائدهم جميعاً تدعو إلى الأخوة الإنسانية، وتعزز الروح الحقيقية لثوابت ومبادئ “وثيقة الأخوة الإنسانية”.
ولفتت الصابري إلى أن الجلسة الأولى ستبحث أهم التحديات التي تواجه الحوار بين الكيانات الدينية حول العالم، وكيفية التعامل معها، أما الجلسة الثانية، فتهتم بقضية التنوع وتتناول دراسة أهمية الاستفادة من تنوع البشرية كعنصر قوة للمجتمعات، واستثمار القدرات الإبداعية والخلاقة للجيل القادم من الشباب بما يُمكننا من الاستفادة من طاقاتهم في تذليل الصعاب وجعل الحياة على هذا الكوكب أكثر جودة وازدهاراً.
وحول الجلستين الأخريين أوضحت أن الثالثة تركز على قضية في منتهى الأهمية وهي “السلام” وسوف ترصد الجلسة ملف السلام العالمي باعتباره أساس الاستقرار والبناء، ولا بد من إدارة الصراعات والنزاعات من خلال الحوار والتسامح والحلول السلمية، واستبدال مرارة الماضي والتعصب بكافة أنواعه بالتعاطف الإنساني لما فيه من خير للبشرية جمعاء، أما الجلسة الأخيرة فتركز على قضية مصيرية تتعلق بالكرة الأرضية وتحمل عنوان ” الكوكب” وستتناول الحفاظ على هذا الكوكب الذي نعيش فيه هي مسؤولية الجميع، ويجب أن تتضمن كافة خطط عملنا على مبادرة أو مشروع للحفاظ على نظامنا البيئي الجميل، وصونه من كل شيء يفسده. من جانبه أكد سعادة المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن هذه القمة تأتي في توقيت يشهد العالم فيه العديد من التحديات التي تتعلق بأزمات المناخ ونقص المياه والغذاء، بالإضافة إلى ما يعاني منه العالم من أزمات وحروب وصراعات خلفت ملايين اللاجئين والمشردين والمهجرين، مشيرا إلى أهمية توحيد الجهود لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.